للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خزانة الرءوس]

في دار الخلافة العباسية ببغداد

للأستاذ ميخائيل عواد

(تتمة)

٩ - تغريق الرءوس في دجلة

رأس علي بن محمد بن الفرات، رأس المحسن بن علي بن محمد الفرات

كان بنو الفرات الوزراء، زينة الدولة العباسية خاصة في أيام المقتدر، فقد تقلد علي بن الفرات الوزارة ثلاث مرات، وكاد يتقلدها رابعة. وكان واسع الثروة حتى قال صولي في حقه وكان شاهداً ومشرقاً على أخباره: (ما سمعنا بوزير جلس في الوزارة، وهو يملك من العين والورق والضياع والأثاث ما يحيط بعشرة آلاف ألف عير ابن الفرات)؛ ومع ذلك كله لم يكن ليتحرج أو يتهيب من مد يده إلى خزانة الدولة، حتى أفرط في الأمر هو وابنه المحسن وأخوه العباس، فأضافوا كثيراً من ضياع السلطان إلى أملاكهم. وقد ساق هلال الصابئي خبراً غريباً مؤداه أن علي بن الفرات (سرق في عشر خطوات سبعمائة ألف دينار)، ففتحت هذه الأمور وغيرها عليه وعلى أهله وأصحابه باب الطن والضغينة من أعدائه وحساده، فحركوا قلب المقتدر عليه، حتى نكبه غير مرة، وفي النهاية قضى عليه وعلى ابنه المحسن، وشتت شمل عائلته، ونكب أصحابه وأعوانه. قال عريب في صفة مقتلهما: (. . . فأمر المقتدر بقتل ابن الفرات وابنه، وتقدم إلى نازوك بأن يضرب أعناقهما في الدار التي كانت لابن الفرات ويوجه إليه برأسيهما، فنفذ ذلك من وقته، وبعث بالرأسين في سفط، ثم رد السفط إلى شفيع اللؤلؤي، فوضع الرأسين في مخلاة وثقلهما بالرمل وغرقهما في دجلة)

١٠ - صيانة الرءوس من التلف

كان الرسم عند إحضار الرأس إلى دار الخلافة، أن يسلم إلى الموكل، فيعمل هذا على غسله وتنظيفه وإصلاحه، فيفرغ منه المخ، ويستأصل كل الأعضاء القابلة للفساد، ثم يغسله ببعض الأدوية المعقمة المعروفة يومذاك، وكذلك بماء الطيب أو بماء الورد؛ حتى إذا فرغ

<<  <  ج:
ص:  >  >>