حينما كتبت الموضوع الذي عنونت له بـ (جدل في الجامعة) بالعدد (٧٤١) من الرسالة - كنت قد سمعت أحاديث عن حال واقعة بين بعض أساتذة كلية الآداب، قيل إنها أصل الجدل في مسألة الرسالة المقدمة من الأستاذ محمد أحمد خلف الله للحصول على (الدكتوراه) والتي موضوعها (القصص في القرآن).
وقد أمسكت عن الإشارة إلى ذلك الذي سمعته لأني لم أر فيه وقتذاك ما يخرج عن الأمور الشخصية، وقصدت إلى موضوع الرسالة وما أثير حوله إذ رأيت فيها ما ينبغي من أجله نقل المسألة من حيزها المحلي إلى ميدان الرأي الأدبي العام.
ولكن الأستاذ خلف الله أشار في آخر مقاله بالعدد الماضي الذي أوضح فيه بعض ما تضمنته رسالته بعد أن قرأ (جدل في الجامعة) - إلى ما كنت قد أمسكت عنه، وذلك بقوله:(المسألة لا تحتاج هذا الضجيج. لكنها العصبيات فأساتذة الجامعة يتعصبون ويتحزبون كما يتعصب ويتحزب رجال السياسة وإذا كان الأستاذ الخولي قد رفض رسالة الأستاذ المحاسني فيجب أن ترفض رسالة خلف الله).
وتفصيل ذلك - حسب ما سمعته - أن الأستاذ زكي المحاسني كان قد أعد رسالته بإشراف الأستاذ الشايب، ولما عرضت الرسالة على لجنة من الأساتذة أجازوها إلا الأستاذ أمين الخولي فقد رفضها، وحدث بعد ذلك أن رفضت رسالة (القصص في القرآن) التي أشرف عليها الأستاذ الخولي، وهذا هو صاحبها يعلل رفضها، وهو يرمي بهذا التعليل إلى نفي أن الباعث على هذا الرفض ما تضمنته من أراء متطرفة.
والذي نستخلصه من كل ذلك أن هناك خلافاً بين كبار الأساتذة في كلية الآداب، وقد كنا نقول إن الألسنة تمتد بالأقاويل والشائعات، لولا أن عضواً من هيئة التدريس بالكلية يقرر ذلك. .
والمسألة ذات بال وخطر، لأن ذلك الخلاف يتدخل في الحكم على رسائل الطلاب، وهذا هو ما يخرجها عن الحدود الشخصية، وقد تمتد أثر هذا الخلاف إلى غير الرسائل من تقدير كفايات الطلبة في الامتحانات!