للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[مسابقة الفلسفة لطلاب السنة التوجيهية (١، ٢)]

١ - فيدون

للأستاذ كمال دسوقي

للمحاورة من المحاولات الأفلاطونية تاريخان: تاريخ حدوث وتاريخ تدوين، وقد تكون الواحدة منها من أولى المحاورات وقوعا وآخرها تدوينا - وقد تكون العكس - حسبما تصادف الرواية من ظروف الجدل على يد سقراط، والكتابة على يد أفلاطون.

وفيدون آخر المحاورات السقراطية وقوعا على التحقيق لأنها تنتهي بآخر مشهد من حياة سقراط؛ بتجرعه السم وموته، ولهذا يؤرخ لها بسنة تسع وتسعين وثلثمائة التي مات فيها سقراط على ارجح الآراء. ومع هذا فهي لست من أوائل المحاورات تدوينا عند أفلاطون - لما يبدو فيها من العمق والمثالية التي هي أدنى إلى الأفلاطونية - مع أن المؤرخين يسلكونها في المرحلة الأولى من تأليف أأأفلاطون: أو طيفرون، واحتجاج سقراط، واقريطون، وفيدون - التي يسمونها المرحلة السقراطية لقرب عهدها به؛ ولذلك فالمنتظر أن يكون فيدون قدوري هذه المحاورة - ودونها أفلاطونبالتالي، بعد زمن طويل من وفاة سقراط.

والمحاورة قسمان غير متعادلين يفصل بينهما انصراف سقراط إلى ذكر شئ من تجربة - حين بلغ الشك مبلغه في نفس محدثيه وكان من قبل قد استطاع أن يزيل كل شك في نفسيهما، أما هنا - فهو يتوقف عن الجدل مضطرا لكي يتحدث عن نفسه واشتغاله بالعلوم والمذاهب.

والقسم الأول هو إذن اكبر القسمين - ويتناول، بعد شئ من المقدمات تتعلق بظروف المحاورة وشهودها وما انتابهم من شعور، ثم زوجة سقراط - وفك أغلاله. الخ - تقول - يتناول الموت والانتحار وموقف الفيلسوف من كليهما، والحديث عن الموت بوصفه (انفصال الروح عن الجسد) يستتبع الحديث عن الروح والبدن والتفرقة بين المحسوس والمثالي المطلق حيث ينتهي سقراط إلى أن سبيل المعرفة الأوحد أن تعود الروح إلى مفارقة البدن وإلى أن واجب الفيلسوف أن يعد نفسه للموت. ويثير هذا خوفا على مصير الأرواح في نفس سيبيس فيطمئنه سقراط على خلود الروح بأدلة ثلاثة يتبعها رابع - تثير

<<  <  ج:
ص:  >  >>