للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لاشتغال قراء الرسالة بها.

وحزب الشورى وإن كان يمثل الأكثرية في المغرب لا يريد أن يقطع السبيل على أحد من المجاهدين أو يبرم رأيا لا تقتضيه البلاد ملكا وشعبا. وإذا كان هناك من ينبغي أن ترجع إليه الصحف المصرية في قضية مراكش فهو الأمير عبد الكريم الرجل الذي لا يدفع أحد في الشرق ولا في المغرب زعامته وإخلاصه ووطنيته التي ترتفع فوق الأهواء الحزبية المضللة. ولعلى لا أكون فضوليا أن زعمت أن الذين ذكرهم الأستاذ شاكر من زعماء تونس والجزائر ليسوا معه على الرأي الذي نسب إليهم. وارى من حقي بعد ذلك على الرسالة وقرائها وعلى الأستاذ شاكر نفسه وهو عندي ارفع منزلة مما وضع نفسه أن أبين له ولهم أن إفحام المثقفين من قراء الرسالة في قضية حزبية كهذه القضية التي نحن بصددها ليس من مصلحة المغرب ولا من مصلحة العرب، وليس فيه شئ من الحكمة وأصالة الرأي وبخاصة في هذا الوقت الذي اجتمعت فيه أحزاب المغرب جميعا على رأي مشترك وهدف موحد في لجنة التحرير التي أنشئت بالقاهرة منذ أيام بحسن راس سمو الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم وبرياسته، فقد كان الأمل أن يحرث أبناء العروبة جميعا على تدعيم هذا الائتلاف الوطني المغربي الذي تمثله هذه الهيئة الناشئة لا أن يحاول كاتب ذو مكانة مثل الأستاذ شاكر أن يجعل فيه ثلمة ويلقى حوله بذرة من بذور الشقاق.

أما حديث المفاوضة قبل الجلاء أو بعد الجلاء فأننا نأمل أن لا يتأثر إخواننا في مصر بالجو الذي يعيشون فيه حين يعرضون للحديث عنه وعن قضايا بلاد لا يعرفون على وجه التدقيق ولا التقريب عن جوها السياسي شيئا. وحسبي هذا التلميح دون التصريح خدمة لقضية المغرب العربي. وأحب أن أؤكد للأستاذ شاكر أن ما يجري الآن إنما هو مخابرات، وانه لن يدخل في أية مفاوضة إلا بعد إعلان استقلال البلاد.

محمد العربي العلمي

<<  <  ج:
ص:  >  >>