أحتفل مجمع فؤاد الأول للغة العربية بافتتاح مؤتمره السنوي يوم الاثنين ٢٤ ديسمبر الحالي، فاسهل الجلسة معالي الأستاذ أحمد لطفي السيد باشا رئيس المجمع بكلمة أعلن فيها افتتاح المؤتمر وحيا الأعضاء ورحب بهم.
ثم وقف الدكتور منصور فهمي باشا كاتب سر المجمع فألقى كلمته، وقد تحدث عن الذوق اللغوي وموقف المجمع مما يقرره من ألفاظ ومصطلحات من حيث فرض السلطة أو ترك الحرية لمن يأخذ بها. ثم أجمل أعمال المجمع في الدورة الماضية. وقد جنح في كثير من العبارات إلى الظرف والفكاهة.
قال الدكتور منصور باشا: إن المجمع يحكم اختيار أعضائه ممن يتذوقون اللغة العربية تكون له ذوق خاص في اللغة، وقد أخذ يرنو إلى أن يشيع في الناس هذا الذوق. وقد قال في مستهل كلمته أنه لن يحول الحديث إلى فلسفة، فللفلسفة مجالها ولها وزن ثقيل تترنح له الدار ويرتج الجدار، ويلوذ أكثر للزوار بالفرار. . . ولما وصل إلى الكلام على (الذوق السليم) شبهه (بتيار إلهي يجري في وادي الظروف والزمن) وما كدت أسمع هذا التشبيه حتى أشفقت على الدار ونظرت خائفا إلى الجدار وتطلعت أرقب الزوار. .
وقد بدأ مسألة للسلطة والحرية في اللغة متسائلا: هل آن لما تطلع إليه المجمع وطلبه على لسان بعض أعضائه أن يتحقق فيطوع السلطة التنفيذية لخدمة اللغة وسلامتها؟ ثم تحدث عن رأي معالي الأستاذ رئيس المجمع في ذلك وهو رعاية الحرية وإيثارها على التسلط، وقال: إنني أستبيح لنفسي التجانف عن هذا السبيل الحنبلي في تقديس الحرية لأكون من أنصار أبي حنيفة ومن إليه ممن يتجوزون في أشربة من الخمر في بعض الظروف. . فقد يكون للسلطان في بعض الأحايين نفع كبير، ولقد أرى أن بين السيطرة المستنيرة وبين بعض صنوف الخمر المستجادة وجها من وجوه الشبه!
قال الدكتور منصور فهمي ذلك ولم يبين لنا كيف السبيل إلى فرض السيطرة على أذواق الناس في اللغة. ولست أدري ماذا يقصد بإجازة أبي حنيفة أشربة من الخمر في بعض