للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٨ - أمم حائرة]

المرأة في هذا العصر أيضاً

لصاحب العزة الدكتور عبد الوهاب عزام بك

وزير مصر المفوض بالمملكة السعودية

قال الفريق الأول: أتبغون المرأة حبيسة في دارها، منقطعة عن دنياها، محجوبة عن الطرق والأسواق، ممنوعة من الأندية والمجامع، محرومة من المسارح والملاهي؟ أتبتغونها قعيدة بيت لا تعرف إلا ما حوته الجدر من دارها ودور جيرتها وأهلها؟ أكذلك تبغونها أيها الظالمون؟

فيقول الفريق الآخر: كلا كلا. لقد بينا قبلا مكانة المرأة من نفوسنا، وأعربنا عن إعظامنا بل تقديسنا إياها، ودعونا إلى أن تبلغ من العلم والخلق الدرجات العليا، وهي اعز علينا واكرم من أن تحبس أو تحجب أو تمنع وتحرم.

إننا نريدها أميرة دارها، وملكة أسرتها، قوامة على أولادها، في الدار عملها، وفيها جهادها، وفيها عبادتها، وفي الأسرة يتجلى علمها وأدبها، ثم لا حرج عليها بعد هذا أن تخرج إلى الأسواق، وتسير في الطرق، وتغشى المجامع؛ ولكن مسير السيدة الكريمة ربة الأسرة التي تخرج من دارها لشئونها ثم تسرع الأوبة إليها.

نريد أن تكون خارج دارها ملء الناظر إعجابا وإكبارا، وكرامة ومهابة، يخسئ العيون عنها تصونها وكبرياؤها، ويرد السفهاء استقامتها في طريقها، وسمتها في سيرها.

كذلك نود أن تكون المرأة حيثما توجهت، وأينما سارت، ونود أن تحيطها البيئة بأدب يزيدها كرامة وعزة، وتلقاها بأخلاق تيسر لها السيرة الكريمة، والخطة القويمة، والمنزلة العالية. لا كما تعرفون في شوارعكم وأسواقكم ومجامعكم وملاهيكم، فنحن لا نخالفكم على الحرية، ولكن على الأخلاق والآداب والكرامة والصيانة.

وليس الذي ندعو إليه محالاً ولا عسيرا. نحن لا نزال في أول الطريق ونخشى العاقبة التي ينتهي إليها هذا المسير، والنهاية التي تؤدي إليها هذه البداية. وكم رأينا في بلاد شرقية وغربية المرأة الوسيمة المتجملة جادة في طريقها، مستقيمة إلى وجهتها، توحي إلى كل من

<<  <  ج:
ص:  >  >>