للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

أقصوصة من روائع الأدب الإيطالي:

من شابه أباه

بقلم الأستاذ مصطفى جميل مرسي

عاش قدماً من بلاد (الإغريق) ملك ذو بأس وسلطان عظيم، يدعى (فيليب). . . وقد ألقى ذلك الملك في غياهب السجن بأحد العلماء الراسخين في العلم. . . لما قارفه من أثم وركبه من عدوان!. .

وكان ذلك العالم ممن حباهم الله بالحكمة وآثاهم المعرفة. . حتى ذاع صيته في كل أفق. . وجرى ذكره على كل لسان. .

وحدث ذات يوم أن أهدى ملك (أسبانيا) إلى الملك (فيليب) جواداً كريماً الأصل جميل الشكل أشهب اللون ذا جرم عظيم. . .! فأرسل الملك في طلب (البيطار) ليعلمه الرأي في هذا الحصان، بيد أن هذا أسر في أذنه أن الحكيم الإغريقي هو أعلم أهل الأرض بكل أمر، وأخبرهم بكل شيء!. .

فدعاه الملك من شجنه!. وقال له: (أيها السيد. . لقد ألقى في روعي ما أصبت من العلم البعيد، وترامى إلى سمعي ما جنيت من الخبرة العميقة!. فخبرني بما تراه في هذا الجواد؟!.)

فلما أنعم الحكيم فيه النظر، وفحصه عن دقة وبينة. . تبسم وقال للملك: (يا مولاي. . إن هذا الجواد جميل حقاً وسريع الركض!. بيد أنه أرضع لبن الحمير!. .)

فأوقد الملك (فيليب) إلى (أسبانيا)! ليلموا بجلية الأمر، فانثنوا على أعقابهم يسوقون له اليقين على أن التي أرضعت الجواد حمارة. . فقد نفقت أمة إثر ولادته!. .

فأخذت الدهشة الملك وتولاه الإعجاب!. . وأمر بأن يقدم إلى الحكيم في سجنه، نصف رغيف من الخبز - جزاء له على صدق ما نظر - من نفقة القصر!.

ثم حدث بعد ذلك أن جلس الملك إلى مجموعة من جواهره الثمينة ولآلئه الغالية، يختبرها. . فلم يلبث أن بعث إلى الحكيم يدعوه!. وقال له سيدي إن غور علمك بعيد لا يدرك له

<<  <  ج:
ص:  >  >>