للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[النقد]

٤ - تاريخ الإسلام السياسي

تأليف الدكتور حسن إبراهيم حسن

موضوع الكتاب، الثقافة الإسلامية، خاتمة

لأستاذ كبير

لست أدري لم قصر مؤلف (تاريخ الإسلام السياسي) وصف كتابه على (السياسي) فحسب، مع أنه عرض لنواح شتى من الحياة الإسلامية القديمة: عرض لنواحي الدين، والسياسة، والاجتماع، والعقل، والأدب. فبينا تقرأ له فصلاً في حكمة تشريع القبلة، إذا بك تنتقل إلى فصل آخر موضوعه فتح عمرو بن العاص مصر؛ وبينا تقرأ له فصولاً في عقائد الفرق الإسلامية القديمة ومذاهبها، إذا بك تقرأ له كلاماً في حال المرأة المسلمة في العصر القديم، ثم إذا بك تنتقل بعد إلى كلام مطول في صناعتي الشعر والنثر في عصر الخلفاء الراشدين والأمويين.

أو ما كان أولى للمؤلف أن يقدر هذه المزايا قدرها، فيصوغ عنوان كتابه بحيث يدل عليها كلها مقتدياً في ذلك بالسيد أمير علي حين سمى كتابه الذي يعرفه المؤلف حق المعرفة (موجز تاريخ العرب). لاشك أن الصفة السياسية الصحيحة، كما يعرفها علماء التاريخ والعارفون بأصول علم السياسة، ليست أبرز نواحي الكتاب، وقد تكون عند التحقيق من أضعف نواحيه. ولكن من يدري؟ فلعل المؤلف قد لحظ هذه الحقيقة فنعت كتابه بأضعف صفاته تواضعاً منه! وإن كان التواضع خلة قلما يدل عليها كتابه. أو لعل له غرضاً آخر يعرفه ولا نعرفه.

والحق أن المؤلف أقدم على تأليف كتابه وليس له غرض واضح محدود يرمي إليه ويسير على هديه، إلا أن يكون كتابة تاريخ عام للإسلام من الطراز المألوف وهو ما لا يدل عليه عنوان الكتاب. وغموض الغرض الحقيقي أو انتفاؤه بالمرة أضر بالكتاب من عدة وجوه. فمن جهة أحال الكتاب كتلة ضخمة من الأخبار والحوادث المتعلقة بعصر معين، قد جمعت من هنا وهنا، ثم حشدت حشداً، وأزجيت على الورق إزجاء، فاقدة الوحدة المعنوية،

<<  <  ج:
ص:  >  >>