ولكن يجب أن لا تظنوا أن هذه الرموز سهلة الاستعمال أو سهلة الترجمة فنحن أينما تلفتنا عثرنا على ما لم نكن نتوقعه. فقد لا تصدقوا مثلا إنه لا يوجد في الغالب حد فاصل بين الجنسين في هذا التمثيل المزي، فكثير من الرموز تقوم مقام الأعضاء الجنسية على العموم، سواء أكانت للذكر أم للأنثى مثلا طفل (صغير) أو ابن أو ابنة (صغيرة) كما إننا قد نجد في حالات أخرى أن أحد الرموز التي تشير في الغالب إلى عضو جنسي مذكر قد استخدم في هذه الحالة للدلالة على عضو مؤنث أو بالعكس. وهذا القول قد يظل غير مفهوم حتى نستطيع أن نحصل على بعض المعلومات عن نضوج التفكير الإنساني فيما يختص بالعلاقات الجنسية، فهذا الغموض قد يكون في كثير من الأحيان غموضاً ظاهرياً فقط وليس حقيقياً، وعلاوة على ذلك فإننا نجد أن أشد هذه الرموز لفتا للنظر مثل الأسلحة والجيوب والصناديق لا تستخدم أبداً للدلالة على الجنسين.
والآن دعوني اقدم لكم بيانا موجزا مبتدأ بالرموز نفسها بدلا من الأشياء التي ترمز إليها، لأطلعكم على المصادر التي اشتقت منها هذه الرموز الجنسية في الغالب، وسأضيف إلى ذلك بعض الملاحظات خصوصا عن تلك الرموز التي يصعب فيها تحديد وجه المقارنة بينها وبين الأشياء التي ترمز إليها (فالقبعة) مثلا أو أغطية الرأس على العموم تعتبر من الرموز الغامضة، وهي في العادة رمز مذكر وان كانت تجئ من الحين لحين كرمز مؤنث. و (المعطف) بالمثل يدل على رجل ولو إنه قد يدل في بعض الأحيان على الأعضاء الجنسية عموما من غير تميز، ولكم أن تتساءلوا عن السر في هذا. أما (ربطة الرقبة) فباعتبارها شيئاً يتدلى إلى اسفل ولا ترتديه النساء فهي بلا شك رمز مذكر بينما (الملابس الداخلية) أو (الكتان) على العموم يمثل الأنثى. و (الملابس) و (البزة الرسمية) كما قلنا