للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة النقد]

النحو والنحاة

بين الأزهر والجامعة

للأستاذ محمد عرفة

كتاب ألفه الأستاذ محمد عرفة المدرس بكلية اللغة العربية في مناقشة كتاب (إحياء النحو) للأستاذ إبراهيم مصطفى المدرس بكلية الآداب. وقد بحث الكتاب فيما أشكل من مسائل النحو وأبهم من علله وأسبابه

وقد أراد مؤلفه أن ينشر منه فصل معاني الإعراب بمناسبة ما دار في الرسالة من جدل حول معاني الإعراب

معاني الإعراب

يرى مؤلف (إحياء النحو) أن بينه وبين من تقدمه من النحاة خلافاً في حركات الإعراب؛ فهم يرون أن هذه الحركات اجتلبها العامل وليست تدل على شيء من المعاني؛ فالإعراب حكم لفظي خالص يتبع لفظ العامل وأثره، وليس في علاماته إشارة إلى معنى ولا أثر لها في تصوير المفهوم

أما هو فيرى أن حركات الإعراب دالة على معان، وأنه قد استكشف أصلاً عظيماً وهو أن من أصول العربية الدلالة بالحركات على المعاني وأنه رأى أن الضمة علم الإسناد وأن الكسرة علم الإضافة، وأما الفتحة فهي الحركة الخفيفة عند العرب يلجئون إليها إذا لم تكن بهم حاجة إلى أن يبينوا أن الكلمة مسند إليها أو مضافة. انظر كتاب إحياء النحو ص٢٢ و٤١ و٤٨ و١٩٤ تر المؤلف قد وضح طريقه وهو أن المتقدمين جعلوا الإعراب حكماً لفظياً، وأن علاماته لا تدل على معنى، وأنه قد هدى إلى معان لعلامات الإعراب خفيت على النحويين. وهذا عمل جليل وابتكار وإبداع لو تم له

ومشايعة المؤلف على هذا الرأي ظلم عظيم للنحاة المتقدمين منهم والمتأخرين؛ وإن من غمط النحاة حقهم، ومن ظلم تاريخ النحو أن ننسب إلى النحاة أنهم كانوا يرون أن علامات الإعراب لا تدل على معنى ولا تؤثر في تصوير المفهوم. وإننا إذا شايعنا المؤلف على هذه

<<  <  ج:
ص:  >  >>