اختار المجمع اللغوي للمسابقة الأدبية التي يجريها للعام المقبل موضوعين: أحدهما (الحياة الأدبية في المدينة على عهد الأمويين) وثانيها (كتابة بحث عن مهيار الديلمي) الشاعر المشهور.
والحياة الأدبية في المدينة موضوع اخلقه كثرة الكلام فيه والحديث عنه، وفيه من البحوث القديمة والحديثة والدراسات المطولة والمدرسية شيء كثير جداً، وكله ميسر للقارئين جداً، ومهيار الديلمي شاعر كبير حقاً، ولكن حسبه حظوة أن قامت دار الكتب بطبع ديوانه الضخم طبعاً فاخراً، وقررت الوزارة دراسته في مدارسها وسار من أشعاره وأخباره كثيرة في السنة الناس وإنما الشأن في مسابقة كالتي يجربها المجمع أن تكون في موضوعات يرود فيها الباحث مجاهل جديدة ويكشف فيها عن آثار لا تزال مطمورة، وعندنا في الأدب العربي عصور مغلقة إمام الباحثين ولا تزال ثروتها الفكرية مدفونة وهي تنتظر الجهد لكشفها وإخراجها، فمثلاً الأدب المصري حتى في أزهى عصوره لا نعرف منه إلا شذرات طفيفة، والأدب الأندلسي لا تقف فيه إلا على جملة أخبار محفوظة، والأدب العربي في شمال أفريقية من عهد عقبة بن نافع إلى اليوم لا ندري فيه كثيراً ولا قليلاً، فكان الأجدر بالمجمع أن يجعل ميدان المسابقة في تلك الميادين التي يجدي فيها السباق على الأدب والبحث، أما المسابقة في البحث عن مهيار وعن الحياة الأدبية في المدينة فان من اللائق أن تكون مسابقة لتلاميذ المدارس إذ يراعي نحوهم تيسير البحث عليهم. . .
فهل لرجال المجمع أن يعيدوا النظر في اختيار الموضوع، وأن يراعوا في ذلك أيثار النواحي التي لا تزال مجهولة غامضة. . .
هذه الألفاظ الأثرية:
في العدد الذي وصل أخيرا من مجلة (الثرى) التي تصدر في النجف مقال بعنوان (أسماء منتخبة لمعان مستحدثة) بقلم الشيخ أحمد رضا، مهد له الشيخ بمقدمة قال فيها: (عهد إلى المجمع العلمي وأنا من أعضائه الأقدمين بتأليف معجم لغوي يلائم وروح العصر تنسيقاً وترتيباً ويكون جامعاً لمتن اللغة دون شروح أو تعاليل لأنها ليست من هم الطالب لعجل