لا أخفي أن شخصية (الآنسة) هجران شوقي كانت موضع شك لدى فريق من الأدباء، ولولا أن أديباً واحداً بقي على شكله ويريد أن يسبقني إلى الكتابة حول هذا الموضوع، لما تناولت القلم لأحدث قراء الرسالة عن هذه الشخصية (الأنثوية) التي لم أشأ أن أغلق في وجهها الباب حتى اليوم لغرض مقصود!
هذا الأدب الصديق يريد أن يقول للقراء: إن (الآنسة) هجران شوقي ما هي إلا أديب سوري يخاطبني بلسان فتاة؛ يريد أن يقول هذا ويكتفي به، لأنه لا يملك دلائل الإثبات. . حسبه أنه مطمئن إلى هذا الطن، مقتنع به، عازم على أن يذكره على صفحات الرسالة، معرباً عن عجبه من أن أسمح لذكائي المتواضع بأن يتقبل الخديعة!
وقلت للأديب الصديق: إنك لا تستطيع أن تثبت صحة هذه الظنون، ومع ذلك فإنني أقدر ذكاءك. ذكاءك الذي صمد حيث لم يصمد ذكاء الآخرين، وأعني بهم هؤلاء الذين قرءوا رسالة (الآنسة) هجران الأخيرة فتبخرت شكوكهم حين لفحتهم لوعة الشعور من خلال السطور؛ لوعة الشعور (الأنثوي) الصارخ من وطأة القيد وظلمة السجن وقسوة السجان. . لقد آمنوا بأن الصرخة صادقة كل الصدق، بريئة كل البراءة، وأن من ورائها حقاً شهيدة المجتمع وحبيسة الدار!!
إنني أهنئك يا صديقي على هذا الذكاء وأو أكد لك أن ذكائي المتواضع لم يتقبل الخديعة في يوم من الأيام. . هذه حقيقة أفضيت بها إلى بعض الناس منذ اشهر، كما أفضيت بها إلى هؤلاء الذين تبخرت شكوكهم بعد أن قرءوا رسالة هجران الأخيرة. . كل ما دفعني إلى أن أظهر بمظهر المخدوع أمام الكثيرين وأمامها (هي) بوجه أخص، هو أنني كنت أريد ألا أغلق في وجهها الباب لغرض مقصود، هذا الغرض هو أن يخونها الذكاء يوماً فتطل من فرجة الباب بوجهها الحقيقي الذي لم تغيره الألوان والمساحيق. . ولم يخب ظني فقد أقبل اليوم المنتظر، اليوم الذي خانها فيه الذكاء أو خانتها الذاكرة، فنسيت أن تضع على وجهها قليلا من الطلاء قبل أن تطل برأسها من فرجة الباب المفتوح!!