تحدث المحرر في مقالاته السابقة عن طريف مشاهداته في الصحراء الغربية ووصف بعض صفات الأعراب وأخلاقهم وطرق معيشتهم. وهو في هذا المقال يتحدث إلى القراء عن (مرسى مطروح) عاصمة الصحراء الغربية حديثاً طريفاً
مرسى مطروح
هي ميناء صغيرة تحمي مدخلها من أمواج البحر الأبيض صخور طبيعية في وسها مدخل صغير يسمح بمرور البواخر العادية الحجم. ومن الصعب على البواخر دخول الميناء في أوقات العواصف والأنواء. وحول الميناء عدد من البحيرات يفصل بينها حاجز رملي بسيط لا يلبث أن يطغي عليه البحر فيملأ هذه البحيرات بمياهه. وهناك على رابية مرتفعة شرقي الميناء تقع طابية أثرية قديمة يغلب أنها من العهد الروماني. ثم حولها الأتراك إلى طابية تركية وجعلت أخيراً حصناً منيعاً للدفاع عن الميناء، وكان ذلك في سنة ١٩٢٦
ومرسى مطروح بلدة قديمة كان للتجارة فيها شأن عظيم وازدهرت في عهد الرومان وكانت تشتهر بتصدير الشعير والإسفنج والبلح والأغنام، وقد شيدت الملكة كليوبطرة قصراً فخماً بها. وكانت تقيم فيه مع القيصر أنطونيوس. ومنه كانت تدبر حركة جيوشها في مصلحة الأخير ضد أغسطس الذي أقام بها بعد موقعة أكتيوم.
كذلك كانت لمرسى مطروح شهرة ذائعة في عهد اليونان أيام حكم اسكندر الأكبر المقدوني؛ وكانت تسمى في ذلك الحين (برننيوم) كما كان بعض القدماء يسمونها (أمونية) ويغلب أنهم أطلقوا عليها هذا الاسم نظراً إلى أنها كانت بداية الطريق الموصلة إلى سيوة حيث يوجد معبد الإله أمون ويسمي (جوبتره أمون) ويقال إن الإسكندر حين قام برحلته الشهيرة لزيارة هذا المعبد في سيوة والتبرك به ابتدأ من هذه المدينة
وفي الأيام الأخيرة قرر الإمبراطور (جوستنيان) تحصينها وجعلها نقطة أمامية في خط