سئلت كلية الآداب بالجامعة عن اليوم الذي يحسن أن يجرى فيه الاحتفال بالعيد الألفي لمدينة القاهرة. وقد أحالت الكلية هذا السؤال على أساتذة التاريخ بها. فدرسوه وأصدروا قراراً قدموه إلى مجلس جامعة فؤاد الأول في اجتماع يوم الأحد الماضي فأقره ورفعه إلى مجلس الوزراء مقدماً إليه بهذا البيان:
(دخل جوهر مدينة الفسطاط في ١٧ من شعبان سنة ٣٥٨هـ (١٧يولية سنة ٩٦٩م) ووضع في تلك الليلة نفسها أساس المدينة التي عزم على إنشائها لتكون حاضرة الدولة الفاطمية. وفي ليلة الأربعاء ١٨ من شعبان سنة ٣٥٨ هـ وضع جوهر أساس القصر الذي بناه لمولاه المعز
ولما فرغ جوهر من بناء قصر الخليفة وأقام حوله السور سمى المدينة كلها بالمنصورية نسبة إلى الخليفة المنصور أبي المعز. وظلت هذه التسمية حتى قدم الخليفة المعز، فسماها القاهرة
وكانت القاهرة في عهد ولاية جوهر صغيرة ليس بها سوى قصر الخليفة والجامع الأزهر وثكنات الجنود ورجال الحاشية ودور المغاربة الذين استعان بهم الخليفة المعز في فتح مصر - ثم ظلت تتدرج في العمران حتى بلغت في نهاية عصر الفاطميين درجة كبيرة من التقدم
(وفي يوم الجمعة ٢٤ من شعبان سنة ٣٦٢هـ و٣٠ مايو سنة ٩٧٣م دخل المعز الإسكندرية وسافر منها في أواخر الشهر المذكور فوصل إلى الجيزة في ٢ من رمضان - وأقام فيها أياماً - ثم عبر النيل ووصل إلى القاهرة في يوم الثلاثاء ٧ من رمضان سنة ٣٦٢هـ. (الأربعاء ١١ يونية سنة ٩٧٣م) ودخل القصر الذي بناه له جوهر. وفي اليوم التالي لوصول المعز خرج أشراف مصر وقضاتها ووجهائها ورجال العلم فيها لتهنئته والاحتفاء به. وفي يوم ١٥ من شهر رمضان سنة ٣٦٢هـ جلس المعز في الديوان الكبير من قصره على السرير الذي أعده له جوهر، واستأثر الخليفة الفاطمي بكل ما كان يتمتع به جوهر في مصر من نفوذ. وأصبحت مصر منذ ذلك الحين دار خلافة بعد أن كانت دار