للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

بين الأدب والسياسية - فون أوسيتسكي حاصل جائزة نوبل

قررت اللجنة المختصة بجامعة استوكهلم أن تمنح جائزة نوبل للسلام عن سنة ١٩٣٥ للكاتب الألماني كارل فون أوسيتسكي، وعن سنة ١٩٣٦ للدكتور سافدرا لاماس سفير جمهورية الأرجنتين في لندن، وذلك لما أبداه كل منهما في سبيل قضية السلام من خدمات وجهود.

وليس في قرار جامعة استوكهلم ما يثير الدهشة، لأن جائزة نوبل للسلام تمنح كل عام كباقي جوائز نوبل الأخرى عن العلوم والآداب والفنون، وقد منحت في الأعوام السابقة لكثير من الكتاب والساسة مثل مسيو بريان رئيس وزارة فرنسا السابق، والسير نورمان انجل الكاتب الإنجليزي المعروف.

وقد منحت جائزة نوبل للهرفون أوسيتسكي تطبيقاً لدستور نوبل الذي يقضى بأن تمنح هذه الجائزة (لكل من قام بأكبر جهد وبأفضل جهد في سبيل توثيق روابط الأخوة بين الشعوب، أو في سبيل تخفيض السلاح، أو نشر الدعوة إلى السلام)، وقد لبث فون أوسيتسكي مدى أعوام يبث بقلمه الدعوة إلى السلام من منبر الصحافة، ولاسيما في صحيفة (الفلت بينه) (مسرح العالم) التي كان يحررها مع صديقه وزميله في الدعوة إلى السلام الكونت فون جيرلاخ الكاتب السياسي الكبير الذي توفى منذ أشهر في منفاه في باريس.

ولكن حكومة برلين النازية ترى في منح جائزة السلام لهذا الكاتب الألماني إهانة لها، وتحتج على ذلك رسمياً لدى حكومة السويد، ولماذا؟ لأن كارل فون أوسيتسكي يعتبر في نظرها خائناً لوطنه، فتكريمه بهذه الصورة من هيئة عالمية يعتبر مناقضاً لواجب المعاملة الدولية، بل يعتبر استفزازاً لألمانيا.

واليك قصة كارل فون أوسيتسكي المحزنة، ولماذا تعتبره ألمانيا الهتلرية خائناً لوطنه: كان فون أوسيتسكي من دعاة السلم كما قدمنا، وكان كاتباً مستقلاً لا ينتمي لأي حزب سياسي، وإنما يبث دعوته السلمية بالكتابة الملتهبة، ويدعو إلى تفاهم الشعوب ونزع السلاح بكل قواه، ويحمل على السياسة العسكرية لأنها خطر على السلام والمدنية؛ ولم تكن هذه الدعاية مما يتفق مع مبادئ الوطنية الاشتراكية ونزعتها العسكرية؛ فلما قبض الوطنيون

<<  <  ج:
ص:  >  >>