للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأدب والفنّ في أسبوع

للأستاذ عباس خضر

مهزلة اليونسكو:

أخذت مسألة تأجيل انعقاد مؤتمر اليونسكو، جانباً كبيراً من اهتمام الهيئات العربية الثقافية في هذا الأسبوع، وهو اهتمام مشوب بعدم الارتياح إلى التصرفات التي بدت أخيراً نتيجة ألاعيب اليهود ومساعيهم للحيلولة دون انعقاد هذا المؤتمر في لبنان، فقد كان مقرراً أن ينعقد في أكتوبر القادم، ثم أجل إلى نوفمبر، وأخيراً تلقى معالي عبد الرازق السنهوري باشا وزير المعارف برقية من المستر هاكسلي مدير اليونسكو، يطلب فيها موافقة الحكومة المصرية على تأجيل المؤتمر إلى ١٠ فبراير سنة ١٩٤٩.

واقترن كل ذلك بتحريض الدعاية اليهودية بعض الدول على الاعتراض على عقد مؤتمر اليونسكو بلبنان لأنه يؤلف أحد طرفي النزاع في الاضطرابات القائمة في فلسطين، وأبدت دول أخرى مخاوفها للحكومة اللبنانية التي أكدت أن المؤتمر سينعقد في جو آمن لا يخشى فيه أي ضرر؛ واقترن أيضاً طلب التأجيل الأخير بما نشر من أن دولة إسرائيل المزعومة طلبت تمثيلها في مؤتمر اليونسكو، ويظهر أنها وجدت صعوبة في السعي لإحباط عقد المؤتمر في لبنان، فحولت الاتجاه إلى طلب تمثيلها به مع العمل لتأجيله مدة طويلة تستطيع فيها أن تظفر بالموافقة على اشتراكها فيه. . ومن يدري ماذا يحدث بعد هذه الألاعيب، وماذا يتلوها من رغبات إدارة اليونسكو؟.

وقد أولى معالي وزير المعارف هذه المسألة ما تستحق من العناية، فاجتمع بوزير لبنان المفوض في مصر، ثم رأس اجتماع المكتب الدائم للجنة الثقافية بالجامعة العربية يوم الخميس الماضي، ونظر المكتب في هذا الموضوع ثم قرر أن يعرض الأمر على اللجنة الثقافية في اجتماعها بلبنان يوم ٢٨ أغسطس الحالي، لتقرر موقف الدول العربية من مؤتمر اليونسكو، وسيمثل مصر في هذا الاجتماع وفد مؤلف من رجال وزارة المعارف برياسة وكيلها الأستاذ محمد شفيق غربال بك.

ويلاحظ من قرار المكتب الدائم أن المسألة لم تعد قبول التأجيل المطلوب أو عدم قبوله فحسب، بل أصبحت (موقف الدول العربية من مؤتمر اليونسكو) إزاء ما أثير حوله

<<  <  ج:
ص:  >  >>