للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لاجتماعه بلبنان وما نشأ عن ذلك من تكرر التأجيل.

هذا ولم ينس الناس بعد ما أعلنته هذه الهيئة الثقافية الدولية من أن أول أغراضها القضاء على أسباب الحروب في العقول بالتقريب الفكري بين أمم العالم، ولكنها منظمة من منظمات هيئة الأمم المتحدة، فلم يستطع المشرفون عليها أن يقضوا على المطامع السياسية والمصالح الاستعمارية في عقولهم وهم الذين يريدون أن يقضوا عليها في عقول سائر الناس!.

ثم ما هي جدوى اليونسكو، ومؤتمراتها وقراراتها في هذا العالم المضطرب؟ وأي دولة من هذه الدول المتنافسة المتشاحنة ستنفذ توصيات اليونسكو؟ وماذا تجنيه الأمة العربية من هذه الأعمال الخيالية العقيمة؟ لقد أعدت وزارت المعارف بالدول العربية وخاصة مصر تقريرات مستفيضة عن تقدم التعليم في بلادها وأخذها فيه بأحدث الوسائل وغير ذلك، لتلقى في مؤتمر اليونسكو فيسمعها ممثلو الغرب بآذان من طين وعجين.

لقد أحسنا الظن بهؤلاء (اليونسكيين) إذ صدقنا خلوص نياتهم في العمل الثقافي الذي يهدف إلى السلام، وأردنا أن نتعاون معهم، ولكن هاهم أولاء يتأثرون بالمساعي الصهيونية، وقد يقبلون الدولة المزعومة، فالأولى بنا أن ننظم شئون ثقافتنا بيننا ونكرس لها جودنا في داخل البلاد العربية. وليأخذوا مؤتمرهم إلى حيث يشاءون.

بعد كتابة ما تقدم وإعداده للطبع جاءت الأنباء الأخيرة بأن مجلس اليونسكو التنفيذي قرر قبول إسرائيل (المزعومة) في مؤتمر لبنان بصفة عضو مراقب إذا طلبت ذلك، وذلك بناء على طلب مندوب الولايات المتحدة.

الصعلكة:

كان الدكتور زكي مبارك، في (البلاغ) يوم الاثنين الماضي، ينتقل من موضوع إلى موضوع - كدأبه في (الحديث ذو شجون) - حتى جاء ذكر الشاعر البائس عبد الحميد الديب، فقال الدكتور إنه ألقى كلمة في حفلة تأبين الديب قال فيها: (إن الأديب من الوجهة الشخصية لا يهمني ولكن إقامة مناحة على شاعر احترف الصعلكة توحي إلى الناشئين أن الصعلكة من شروط النبوع الشعري. وهذا لا يجوز).

والدكتور زكي مبارك كاتب عربي مبين، وهو يكتب دون تمهل ولا روية، لأن البيان صار

<<  <  ج:
ص:  >  >>