للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

حرية الأدب:

أمن الأوفق للأدب أن تكون له خطة مرسومة، أم تترك الحرية للأديب في اختيار الخطة التي يجب أن يسلكها؟ هذا هو السؤال الذي أثار به الأستاذ عبد الوهاب خلاف بك نقاشاً حمى وطيسه في إحدى جلسات مؤتمر المجمع اللغوي، تعقيباً على محاضرة الأستاذ محمد رضا الشبيبي في (النهضة الأدبية في العراق) التي قال فيها: إن مما مني به الأدب أخيراً في العراق فقدان خطة عامة مرسومة للنهوض بالأدب وباللغة العربية في البلاد.

قال الدكتور طه حسين بك: أعتقد أن معالي الأستاذ المحاضر لم يرد التحدث عن خطة مرسومة للأدب بل عن خطة للنهوض بالثقافة في العراق، وهذه الخطة - من غير شك - تساعد على نهضة الأدب وتحول بينه وبين التورط في كثير من الأزمات الثقافية.

وقال الدكتور احمد أمين بك: أنا لا أوافق على أن يكون الأدب طليقاً كل الطلاقة، وأرى أن يوضع له منهج لا يصادر حرية الأديب، ولمجمعنا أن ينظر مثلاً أغاية الأدب أن يلتذ به كما يلتذ بلون الزهرة وطيبها، أم ترى غايته خدمة المجتمع والنهوض به؟ فقال الدكتور طه: أنا لا أعرف للأدب غاية إلا التعبير عما في نفس الأديب، والأديب الذي يحترم نفسه قد لا يكتب ليلذ القارئ بل ليغيظه ويحنقه، كما أنه لا يكتب ليخدم غرضاً اجتماعياً بعينه.

وقال الأستاذ الشبيبي: إني آسف لأني طويت صفحة كاملة من صحف هذه المحاضرة تتعلق بموضوع حرية الأدب، وأن الأدب لا ينبغي أن ترسم له خطط، وأنا أوافق على التفرقة بين الأدب والثقافة من حيث حرية الأول وتنظيم خطة للثانية.

ثم قال الدكتور أحمد أمين بك: إنما أريد للأديب توجيهات وللأدب غاية، فقيام النقد الأدبي على أساس صحيح معناه أن هناك عناصر وقواعد عامة يشير عليها النقاد، فالحرية المطلقة التي يدعون إليها هي هدم للنقد الأدبي، وأنا أريد من المجمع أن يضع توجيهات عامة في الأدب يسترشد بها الناقد والأديب، ويصح أن ندخل في حسابنا عند وضع هذه القواعد كون الأدب ذا فائدة اجتماعية أو أنه يطلب لذاته.

وشبه الأستاذ العقاد الأدب بالوردة، فلا يجب أن يخدم المجتمع.

وكان ختام المناقشة في الموضوع قول الدكتور طه: إن القوة التي ترسم خطة للأديب لم

<<  <  ج:
ص:  >  >>