للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من حياة اليونان القدماء وطرائف أحاديثهم:]

حفلة الشاعر. . .

للأستاذ ماجد فرحان سعيد

(نقلت عن الإنكليزية من كتاب (الحيوانات الخالدة لعظماء الفلاسفة) لمؤلفيه هنري توماس ودانا لي توماس).

أحيا الشاعر الأثيني القديم حفلة ساهرة في بيته، دعا أليها نخبة ممتازة من خيرة أصحابه ليشاركوه سروره بمناسبة فوزه بالجائزة الأولى لروايته التي مثّلت في (الملهى الإغريقي). وكان المدعوون يتناقشون في أحد الموضوعات التي يجدون فيها ألذ متعة أمتع لذة - وهو الحب، فجرب كل واحد بدوره أن يبسط رأيه في معنى هذا الموضوع الشائق.

فاستهل الموضوع بقوله: (الحب أقدم الآلهة ومن اشدها قوة. فهو ذلك القانون الذي يحول الشخص العادي إلى بطل صنديد، لان العاشق يستحي ويربا بنفسه أن يظهر أمام محبوبته بمظهر الجبان الرعديد. ولو قدر لحم أن تجهزوني بجيش من العشاق، لاستطعت أن أدوخ العالم بأسره)

فيوافق على هذا ويزيد عليه قوله: (نعم! ولكن يجب عليك أن تميز بين الحب الأرضي والحب السماوي، اعني أن تميز بين جاذبية جسمين من جهة، وائتلاف روحين من جهة أخرى. أن الحب الجسماني المبتذل، يتخذ أجنحة ويطير عندما تذوي زهرة الشباب. وأما الحب الروحاني الرفيع، فهو سرمدي خالد).

وعندئذ يفاجئنا الشاعر الهزلي اريستو بنظرية طريفة جديدة في الحب، فيقول: (في الأيام القدامى، كان الجنسان متحدين في جسد واحد، وكان هذا الجسد مستديرا كالكرة، مجهزا بأربع أيد وأربع أرجل ووجهين، ينتقل من مكان إلى آخر بسرعة مدهشة، إذ يثب وثبات منقلبة متتابعة. ومع ذلك، كان هؤلاء الناس قوما جبابرة، ليس لطموحهم حد. فلقد رسموا الخطط، ووضعوا التصاميم، كي يتسلقوا أجواء السماوات ويهاجموا الآلهة. ولكن خطرت على بال زيوس خطة غريبة رائعة إذ قال: لنقسم الواحد منهم إلى شطرين، فيكون للشطر نصف القوة، وهكذا نضاعف عدد ضحاياهم. . . وبالفعل شطرهم إلى ذكر وانثى، ومنذ ذلك الحين تولدت في كل من هذين الجنسين رغبة عنيفة في الاتحاد مرة ثانية. وهذه

<<  <  ج:
ص:  >  >>