للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[هذا العالم المتغير!]

للأستاذ فوزي الشتوي

يجتاز العالم الآن ثورة تنبئ بقلب نظم الصناعة والزراعة والطب وكل ما له صلة بالحياة الإنسانية، فأن الحرب الحالية قفزت بالعلم خطوات واسعة فذللت كثيرا من العقبات التي طالما وقف أمامها الإنسان حائراً

وعندما يعود السلام وتعلن أسرار الاكتشافات العلمية سيجد الناس أنفسهم في عالم غير الذي عرفوه. وفي هذا الباب سنقدم إلى القارئ العربي بعض أنباء هذه المكتشفات الحديثة

قاتل الميكروبات

أي حياة نعيشها إذا تخلصنا من المكروبات والحشرات التي تفتك بنا وبمتاعنا؟ إنك إذا تركت كوبا من اللبن ساعات تراه تجبن واصبح غير صالح للاستعمال. وإذا تركت أناء طعام مدة من الزمن تجد الفساد يدب فيه، وعلة هذا الفساد تلك الأحياء الصغيرة التي نسميها مكروبات أو جراثيم تهاجمنا في عملنا وفي نومنا فتصبغ حياتنا بلون خاص من التحفظ. فنحرص ألا نشرب من كوب شرب منه غيرنا، ونغلي طعامنا لنقتل ما يحتوي من جراثيم نحرص ألا تتسرب إليه مع الهواء

إننا نظن أننا عرفنا كيف نتقي الجراثيم، فينكر علينا الواقع حسن ظننا: فالحقيقة إننا تعودنا الاستسلام لفتك الأمراض المختلفة بأجسامنا، فان أصبنا بالتيفود أو التيفوس أو الملاريا أو غيرها من الأمراض أدركنا أن اللص وجد منفذا إلى أجسامنا فهل من سبيل إلى الخلاص من هذا العدو الذي لا يهدأ؟

كان هذا حلماً، فاصبح الآن حقيقة. وأمدنا العلم بأسلحة تقضي على المكروب الذي يسبح في الهواء، ويندس بين طيات ملابسنا، ويلتصق بفراش نومنا. فقد وصل إلى اكتشاف مركب كيميائي نغمر فيه ملابسنا وفراشنا وندهن به حوائط منازلنا وأرضياتها فيقتل كل مكروب يتصل بها. وتحتفظ هذه الأشياء بقدرتها على قتل المكروب سنة أو أكثر مع الغسل المتواصل

فان أضيف هذا المركب إلى أدوات البناء وشبعت به سجف منازلنا وآثاثاتها ضمنا خلو منازلنا ومكاتب أعمالنا من الميكروبات، ووفرنا أيضاً متاعنا فلا تستطيع الحشرات إتلافه

<<  <  ج:
ص:  >  >>