لما ولي صالح بن علي مصر من قبل ابن أخيه أبي العباس السفاح خرج عليه رجاء بن روح بفلسطين مع عمه الحكم بن ضبعان وكان على شرطة مصر. فأرسل إليهم أبا عون ومحمد بن أشعث الخزاعي بعسكر، فهزما الحكم، وبلغ صالح بن علي أن رجاء ابن روح دخل مصر، واستجار بمحمد بن معاوية فأجاره، فأرسل إليه فحضر، فقال: ألم أكرمك؟ ألم أشرفك؟
قال: بلى
قال: فكان جزائي منك أن أجرت عدوي
قال: وما ذاك أيها الأمير؟
قال: رجاء بن روح وابنه
قال: أصلح الله الأمير! اختر واحدة من اثنين، لي فيهما براءة: إما أن أثلج صدرك بيمين، أو ترسل رجلاً من ثقاتك يفتش منازلي
قال: وتحلف؟
قال: نعم. فأحلفه بطلاق زوجته، وعتق عبيده، ومشيه إلى مكة راجلاً حافياً. فحلف له. ثم انصرف إلى منزله، وأعلم زوجته، فاعتزلت عنه، وقالت له لا تنقطع عني لئلا يشعر بك فلما عزل صالح عن مصر، ورجع إلى بغداد أظهر محمد بن معاوية طلاق زوجته، وأعتق رقيقه، ومشى إلى مكة كما شرط عليه:(راجلاً حافياً)
٥١٩ - فتنت أهل العراق بقولك
لما اجتاز أبو نواس بحمص قاصداً مصر لامتداح الخصيب سمع (ديك الجن) بوصوله فاستخفى منه خوفاً أن يظهر لأبي نواس أنه قاصر بالنسبة إليه، فقصده أبو نواس في داره،