للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[١٨ - رحلة إلى الهند]

للدكتور عبد الوهاب عزام بك

وزير مصر المفوض لدى المملكة العربية السعودية

في مدينة لاهور:

كانت الإقامة في هذه المدينة قصيرة وكان المقعد الأول من السفر إليها زيارة محمد إقبال فلم أر كثيراً من مشاهدها القديمة والحديثة.

رأيت من آثارها يوم الأربعاء ٢٤ جمادى الأول مسجد وزير خان. اجترنا إليه سوقاً ضيقة فيها مكتبات تجارية. والمسجد كبير له صحن واسع وفي المصلى عقود مزينة بنقوش وآيات من القرآن وأحاديث وكلمات للصوفية، ومأثورات من الشعر الفارسي والنثر.

وفي العشى ذهبنا إلى قلعة لاهور في صحبة أستاذ أمريكي خبير بالآثار. وهي قلعة واسعة كثيرة الأبنية ولكن الخراب غالب عليها، وكان السيك استولوا عليها حيناً إذ ملكوا في تلك الأصقاع. ولهم فيها آثار لا تدل على براعة في العمارة والتصوير.

والذي يستحق الذكر في هذه القلعة نقوش بالفسيفساء على جدار شاهق على يسار الداخل. وفيها مناظر كثيرة لحيوان ونبات، وهي من آثار جلال الدين أكبر. ويوم الخميس دعينا إلى حفل في الجامعة الأمريكية، وكنا زرناها يوم الأربعاء فتكلمت فيما بين مصر والهند من صلات، وذكرت الشاعر الكبير محمد إقبال، وتكلم السيد علي أصغر حكمت رئيس الوفد الإيراني.

وزرت هذا اليوم قبر السلطان جهانكير وهو على بعد أميال من المدينة في حديقة واسعة كقبور سلاطين المغول التي وصفت قبلاً، وهو طبقة واحدة من البناء مربعة يحيط بها عقود مفضية إلى حجرات. وللبناء مآذن أربع في أركانه. وليس في أصرحة آباء جهانكير مآذن كهذه، وقد بنى مثلها ابنه شاه جهان في تاج محل، ولكنه فصلها من البناء وجعلها مسمتة لأركانه كما ذكرت آنفاً.

وظاهر أن ضريح جهانكير كان في تاريخ الآثار تمهيداً لبناء التاج.

وفي الحديقة من الطرق والأحواض والنافورات، وفي البناء من جمال الهندسة وإحكامها،

<<  <  ج:
ص:  >  >>