ومن التناظر الذي يسيطر على أبنية التيموريين كلها ما قدمت مثلاً منه حينما ذكرت أضرحة همايون وأكبر وشاه جهان (تاج محل).
ويفضي مدخل البناء إلى القاعة الوسطى وفيها قبر السلطان جهانكير رحمه الله وهو من المرمر الملون مرصع بأحجار أخرى جميلة. وكان فيها من الجواهر أكثر من مائة قطعة نزعها السيك حينما تغلبوا على لاهور. وعلى الصحيفة التي فوق القبر أسماء الله الحسنى. وعلى الجوانب كتابة فيها:
(مرقد ملون أمليحضرت غفران بناه نور الدين محمد شهانكير بادشاه.) والسلطان جهانكير هو السلطان الرابع من سلاطين الدولة التيمورية.
في دار إقبال وعلى قبره:
ذهبت أنا والصديق الأستاذ علي أصغر رئيس الوفد الإيراني إلى دار إقبال وهي دار صغيره قابلنا فيها ابنه جاويد وقد سمى إقبال باسمه منظومته (جاويد نامه) وجاويد معناه خالد. وجاويد نامه كتاب جاويد أو الكتاب الخالد ففيه تورية.
ورأينا حجرة كان الشاعر الخالد رحمه الله يكتب فيها أشعاره ومقالاته وفيها فاضت روحه. وهي حجرة تسع على صغرها ذكريات لا يسعها الفكر.
وجلسنا ساعة نتحدث مع جاويد. وقد أهدى إلينا بعض صور والده.
وفي العشى ذهبنا لزيارة قبر إقبال وهو في الحديقة المحيطة بالجامع الكبير الذي بناه السلطان محي الدين الملقب أورنك زيب (زينة العرش) وهو جامع فسيح جداً يشبه جامع دهلي الكبير الذي بناه شاه خان، ولكن ليس فيه من الحلي والزينة والنقش والتحلية بالرخام المجزع ما في جامع دهلي. كان شاه جهان كلفاً بتشييد الأبنية وتزيينها وقد بالغ في التشييد والتزيين. وحسبه تاج محل. وكان ابنه أورنك زيب زاهداً لا يبالي بالزينة والأبهة.
وإلى جانب الجامع على مقربة من مدخله حجرة لم يكمل بناؤها فيها قبر الشاعر الفيلسوف محمد إقبال.
زرنا القبر في جلال الموت وروعة الذكرى ثم جلسنا في حفل أعد لاستقبالنا هناك بجانب الحجرة التي فيها الضريح، وأهديت إلينا منظمات إقبال الفارسية، وتكلم الأستاذ علي أصغر وغيره وألقيت الكلمة الآتية: