للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إقبال

إقبال يا شاعر الإسلام! أنرت مقاصده، وجلوت فضائله وأضأت سراجه، وأوضحت منهاجه، ودعوت المسلمين إلى المجد الذي كافئ دعوتهم، ويلائم سنتهم، ويناسب تاريخهم.

إقبال يا شاعر الشرق، أشدت بمآثره، وفخرت بروحانيته، وأخذت على الغرب المادية الصماء، والغرور والكبرياء. ونقدت قادته فدحضت باطلهم، وأبطلت سحرهم، ووقفتهم للحساب العدل وأبنت ما لهم وما عليهم، ولاسيما في كتابك (بيام مشرق)

إقبال يا شاعر الحياة! كشفت عن قواها. وبصّرت بمجراها ومنتهاها، وعرفت مغزاها، وأقمت منابرها وصواها.

إقبال يا شاعر النفس! أثرت خفاياها، وأظهرت خباياها، وأبنت ما في (خودى) من كهرباء، فيها القوة والنار والضياء. ودعوت إلى إثارة معادنها، واستخراج دفائنها وقلت.

بركش إين نغمه كه سر ماية آب وكل تست ... أي زخود رفته تهي شوز نراي ديكران

إقبال يا شاعر (بيخودى) أوضحت كيف يكون الإيثار، وكيف ينظم الفرد في الجماعة.

إقبال يا شاعر الحرية! أشدت بذكرها، وأكبرت نعمتها، ودعوت إليها كاملة، وأردتها شاملة، وأبغضت العبودية في شتى مظاهرها، ومختلف صورها.

إقبال يا شاعر الجهاد والدأب، والكفاح والنصب، قلت إن الحياة جهاد مستمر، وكفاح لا يفتر، وإن الحياة في الموج الهائل، والموت في سكون الساحل.

إقبال يا شاعر التجديد والتقدم، قلت إن الحياة حركة متجددة تكره التكرار، وإقدام دائم يأبى التقهقر، ودعوت الإنسان أن يمضي قدماً في الحياة مبتكراً مقدماً، له كل حين فكرة. وفي كل ساعة نغمة، وبينت أن التقدم والابتكار، هما فرق ما بين العبيد والأحرار.

إقبال يا شاعر الجمال! صورته في الأرض والسماء، واليبس والماء، وفي الصحاري الجرداء، والحدائق الغناء، وفي الصبح والمساء، والضياء والظلماء، وصورته في كل خلق كريم، وفي كل نزعة سامية.

إقبال يا شاعر الجلال! جلوت عظمته في الخالق والخليقة وفي الهمم العالية، والعزائم الماضية، والآمال الكبيرة. والمقاصد البعيدة.

إقبال! أيها الشاعر الملهم. بانت لك الأسرار، ورفعت عن الغيب الأستار فرأيت الباطن

<<  <  ج:
ص:  >  >>