تعمل على مسرح دار الاوبر الملكية هذه الايام فرقة غنائية فرنسية تضم بعض ممثلي دار (الاوبرا) في باريس (والاوبرا كوميك). وقد جرت التقاليد ان تشغل هذا الفصل من موسم الاوبرا في مصر فرقة ايطالية، وقد حرم الجمهور بذلك من الفن الموسيقي الايطالي على ماله من القدر والقيمة الفنية التي يعرفها عشاق الفن الموسيقي الغربي، واتيحت لنا هذا الموسم فرصة للتمتع بهذه الاوبرات العظيمة التي وضعها كبار الملحنين الفرنسيين.
ومن الاوبرات التي تعرضها هذه الفرقة (تاييس) و (مانون) و (لاكميه) و (كارمن) و (صيادو اللؤلؤ) و (فرتر)(وحياة البوهيميين) و (فاوست) وكلها من أشهر الاوبرات المعروفة، وبعضها مأخوذ من قطع أدبية لها طرافتها ولها قدرها في عالم الادب كفاوست وفرترلجيته، وتاييس لاناتول فرانس، ومانون للأب بريفو
وقد شاهدنا من هذه الاوبرات (تاييس) و (كرمن) و (مانون) ولمسنا عن كثب ما بذله أقطاب هذه الفرقة الغنائية من جهد، ومقدرتهم في اداء الاوبرا روحت عن نفوسنا كثيراً مما نعانيه من الغصص لما يلحق مسرحنا المصري من الركود بل العدم.
على أن من الحق أن نذكر بهذه المناسبة أن مناظر دار الاوبرا وملابسها أصبحت قديمة بالية على ضخامة ميزانية الدار التي لا يخصص منها الا القليل للنواحي النفية الخالصة، وقد كان هذا سبباً في الا تبرز هذه الاوبرات في المستوى الفني الحق الذي يضفي عليها جلالا وروعة، ولهذا يحسن المتفرج كثيراً من النقص، ولا تخرج الرواية بذلك في الثواب الفني اللائق بها، ومن الواجب ان نذكر أن دار الاوبرا لا تستطيع بمعداتها اليوم أن تجاري وسائل التجديد في الفن المسرحي الحديث، ومن الخير الا تكون دارنا الرسمية للفنون في مستوى أقل من الواجب، وفي مرتبة أقل من مثيلاتها من دور الاوبرا في العالم.