الشيخ بستسكري محلا في المركب، وشروعه في السفر إلى مصر بحرا:
(وبت ليلة الجمعة في (قاسم باشا) لدى صيدقنا الحاج محمد اليالقجي، لدعوة سابقة لجل حضور زواج ابنته، ثم بت ليلة السبت لديه أيضا لخلوصي في مودته، واستكرينا محلا في المركب المسافر لديه، وكانت هاتان الليلتان باجتماعنا بالوالد السيد محمد عقود اللبثين واخبر في الليلة الأولى أن بعض الناس دخل في بغاز الأندلس لمدائن لا تحصى، وعاين فيها غرائب لا تستقصى، وحدث بما لم يسمع وفي الكتب لم يودع، وان رسالة العرائس، وشرح الصلوات البشيشة المسمى بالروضات العريشة نقلت منها الطائفة الحناينية نسخا كثيرة وكذلك الابتهالية التي مطلعها (يا رب بالذات العلية)
(وفي الليلة الثانية كانت المذاكرة في الكنز المطلسم والاسم الأعظم، وكنت أسمعته الكتابة التي كتبتها في الجزء الثاني، من (شرح الورد السحري) الرباني على الاسم الكريم فقال لم يبق في هذه السطر القليلة، ما يحتاج لذكره إلا ذكرته بعبارة قصيرة غير طويلة، وأسمعته في ذلك المجلس النبوية المسماة (بجريدة المآرب، وخريدة كل شارب) فقال لم أر فيها رأيت صلوات أجمع منها فإنك ذكرت فيها الآل والأصحاب، والخلفاء الأنجاب، والمجتهدين الأقطاب، والختم وأعوانه الأنساب
وبت عنده قبل هذه الجمعة ليلتين، طيبتين، وحدث فيهما من أخبار الخليفتين، الممهد والمهدي الأنورين والأفخرين. وفي ليلة الاثنين دعانا مصطفى بن كشيش للعشاء عنده صحبة الوالد، ثم ودعنا الداعي بعد المبايعة)
(وسرنا معه (أي الداعي الحاج مصطفى بن كشيش) وبعض المحبين إلى البحر وبتنا في المركب بعد الودع بليلة متسعة وجاءنا في الصباح الأخ الملتاح الشيخ ذروق، والحاج مصطفى المشوق، والأخ الشيخ عبد الوهاب التميمي الخليلي، وغيرهم من أحباب، وجاءني تابع ابن العم الملا محمد بالمقامة الشامية والمغربية السامية، وطلب الاندراج في سلك أهل المعراج، فأجبته لطلبته، وأسعفته برغبته)