للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من الموضوعات التي نالت الجائزة في المباراة]

[الأدبية]

استثمار نهضة المرأة لخير البلاد

للسيدة إحسان أحمد القوصي

لما قام المرحوم قاسم أمين منذ ربع قرن ونيف يطالب بتعليم المرأة وتحريرها من أسر عادات بالية، وقيود تقاليد عتيقة شلت نصف الأمة، وحالت دون انتفاع البلاد بجهودها. . . لم يكن يحلم أشد أنصار المرأة تفاؤلاً أن المصرية ستخطو هذه الخطوات المباركة في تلك الفترة القصيرة، وتسير سيرها الحثيث، لتحتل المكانة التي سمت إليها من آلاف السنين في حضارة مصر القديمة، وأيام ازدهار مجد العرب. وإذا كنا اليوم نغتبط بما نلمسه من دلائل نهضتنا الرائعة، وما تقوم به المشتغلات بالحركة النسوية من نواحي الإصلاح وجلائل الأعمال، فوق ما رفعن به شأن بلادهن في شتى بلاد العالم، ومختلف المؤتمرات النسوية الدولية. . . فذلك لما تبعثه فينا هذه النهضة من قوة الأمل وكبير الرجاء؛ في مستقبل زاهر تستكمل فيه المصرية نهضتها، ويظهر أثر ذلك في الكمال نهضة البلاد

وإذا رأيت من الهلال نموه أيقنت أن سيصير بدراً كاملا وإذا كان بيننا اليوم المحامية والطبيبة والصحفية والكاتبة والمعلمة والممرضة، والكثيرات من حاملات الشهادات وكاتبات المقالات، فليس معنى ذلك أننا بلغنا غايتنا، واستوفينا نهضتنا، فما زالت الأغلبية الساحقة من نسائنا يخيم عليهن ظلام الجهل، وما زالت الألوف المؤلفة من أطفالنا تقع فريسة للأمراض، وتقضي ضحية الجهالة؛ وما زالت بلادنا تفوق بلاد العالم في نسبة العمي، وما زالت سوق الخرافات رائجة، وما زال الكثير من عاداتنا في حاجة إلى التهذيب والإصلاح. ويطول بي الشرح لو أردت أن أستوعب أمراض المجتمع التي تستطيع المرأة أن تساهم في علاجها بنصيب كبير إذا مهد لها الطريق فتكون المتعلمة قد أدت حينئذ رسالتها، وقامت بواجبها من خدمة لبلادها. نعم إن طريق الإصلاح شاقة وعرة، والعقبات جمة، والمصاعب كثيرة؛ لكن كل صعب يهون أمام صدق العزائم، وشحذ الهمم، وتضافر الجهود، وتوحيد قوى المتعلمات ليهذبن ويدبرن ويصلحن شأن أمتهن، وينهضن على

<<  <  ج:
ص:  >  >>