لقد كان القرآن محصوراً في بدايته في بضع نسخ خطية، فلما انتشرت المطابع الحجرية استخدمت لنشره وجعله في متناول أيدي ألوف المسلمين. كذلك كان الأمر في المطابع الرحوية والحديثة؛ وهو الآن يذاع في الراديو ويفسر على موجات الأثير. أما الذين يحفظون كتاب الله ولا يفقهون معناه، فهؤلاء شأنهم شأن غريق يلتمس النجاة، محاولاً التعلق بحزمة من القش. وليس في وسعهم أن يفقهوا الشطر الروحاني منه الذي يؤهلنا للرشد والتقدم والتسلح بأسلحة من العلم واستقامة الفهم
إن العالم الإسلامي الذي يقف اليوم في مفترق الطرق، فيه أكثر من ثمانين في المائة يحفظون القرآن عن ظهر قلب ولا يفقهون معناه، فإلى هؤلاء الملايين نوجه الأسئلة الآتية:
١ - هل تميلون إلى حفظ القرآن في صورته الحاضرة دون أن تفقهوا معناه فتظل نفوسكم ظامئة إلى هذا الشراب الروحي؟
٢ - هل تريدون أن يكون وقفاً على طائفة من العلماء يحتكرون معانيه في صدورهم مع أن الله عز وجل أرسله إلى كافة البشر؟
٣ - ماذا يكون لو أن الكتاب الكريم نقل إلى لغاتكم حتى ترتوي منه النفوس الظامئة التي تتلهف عليه كينبوع تفجر من الألوهية العظيمة؟