التحليل العلمي عند بورجيه، التحليل الحي، المثالية الرواية
التقليدية أو آثار بورجيه الأخيرة
تختلف بيئات الأشخاص - عند بول بورجيه - عن بيئات المدرسة الواقعية، فأرواح أشخاص تكاد تحيا منعزلة عن أجسادها، وهي ليست مختارة من الأشخاص المرضى أو المنحطين. وبالإجمال لا يحيا أشخاصه في بيئة تلك المدرسة. وليس أشخاصه من سواد الناس ولا بموسرين سئموا الحياة، وان منهم النساء الكبيرات والعاطلين، مفكرين أو فنانين. وقد عد أرباب المدرسة الواقعية رواياته من نوع (السنوبينم) لأنها في أجزائها الأولى قد تجسدت من ذلك الأيمان بالعلم الذي كان مذهب زولا
وقد علم بورجيه أن أبرز صفة للشباب الحديث هي صفة (القلق العلمي). وهذا القلق هو الذي كان يهيمن عليه يوم كتب رواياته، وكان معلموه منهم (ستندال) الذي قرن فعل الخيال إلى الدراسة النفسية، و (تين) الذي ابتكر علم النفس، والذي بين أن في النفوس بعض أسباب وعلل تجر بالضرورة إلى بعض أفعال، وهذا علم النفس هو الذي وضع لرجال التشريح النفسي مبادئ وقوانين خارقة، وهكذا لم تعد القصة وضعاً ولا تحليلا وإنما أصبحت إيضاحاً
إن الدرس العلمي في إمكانه أن يولد تحليلا جذابا وجدلا عميقا يجعل من صاحبنا مؤلف (تجاريب نفسية حديثة) نقاداً واجتماعيا أكثر مما يجعل منه قصصيا، لان القصة ما هي إلا التعبير عن الحياة، والحياة لا تكون حياة إلا إذا ظلت محافظة على ظواهرها في حريتها واختيارها، أما التحليل العلمي فقد لا يكون إلا ضربا من التشريح، وكما يعلم بورجيه (أن