حتى يتفرغ لمشاريعه الأدبية الكثيرة، ولكن القيصر عارض الفكرة. فاضطر إلى البقاء، واستمر في الكتابة فاتر الهمة مكتئب النفس: وحدث أن شاباً فرنسياً جميلا يقال له البارون دانت ' تعرف بزوجته وأخذ يتودد إليها في إلحاح شديد، فدعاه بوشكين إلى المبارزة، فبارزه وجرحه جرحاً بليغاً، أودي بحياته بعد يومين. وبموته تمت نبوءة عراف قال له سنة ١٨١٩. إنه سيصير معبود قومه، وينفى مرتين، وبأن عليه أن يحذر رجلا جميلا قد يقتله حين يبلغ السابعة والثلاثين
اعتبر الشعب موت بوشكين رزية وطنية، واشتد حزنه عليه حتى خشيت الحكومة أن يؤدى إلى قيام مظاهرات عدائية فأمرت بنقل الجثمان سرا إلى مقبرة (سفياتيجيورسكي) - القريبة من ميخيلوفسكوي - وهناك دفن
في أول ترجمة ظهرت بالإنجليزية لحياة بوشكين - وهي ترجمة رائعة نشرتها مجلة (بلاكوود مجازين) سنة ١٨٤٥ - كتب صاحبها توماس أستاذ الإنجليزية في كلية (ليسيه) تسارسكوى سيلو، يقول:(يمكن أن يقال أن قصيدة (إفجيني أونجين) أصبحت جزءاً من لغة الشعب الروسي) ولا يزال هذا القول - وقد تقضت مائة عام - صحيحاً ملموساً
إن أسم (بوشكين) يرن في أسماع الروس رنين الأغاني والأغاريد. وقد تأصلت شخصيته في أعماق العقلية الروسية؛ وإن الروسي ليعجز، إن سألته، عن تفسير حبه لبوشكين، عجزه هن تفسير حبه للبحر أو لنور الشمس وقد يكون جوابه ابتسامة سعيدة يشرق بها وجهه