للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تيسير قواعد الإعراب]

لأستاذ فاضل

- ١ -

ألفت وزارة المعارف جماعة لتيسير قواعد تدريس اللغة العربية من حضرات الأساتذة طه حسين عميد كلية الآداب، وأحمد أمين وإبراهيم مصطفى الأستاذين بهذه الكلية، وعلي الجارم بك مفتش اللغة العربية الأول، ومحمد أبي بكر إبراهيم المفتش بوزارة المعارف، وعبد المجيد الشافعي الأستاذ بدار العلوم

وكان على وزارة المعارف أن تراعي مكان الأزهر في هذا العمل الذي أرادته، فتضيف إلى رجالها الذين اختارتهم من كلية الآداب ودار العلوم أستاذين أو أكثر من رجال الأزهر، حتى يأتي هذا العمل الذي أرادته باتفاق معاهد العلم في مصر، فيكون له مكانته واحترامه، لأن التغيير الذي عملته تلك الجماعة لا يقتصر على تيسير قواعد تدريس اللغة العربية، بل يتعدى هذا إلى إحداث تغييرات خطيرة في نفس تلك القواعد، فكان من الواجب أن يختار لذلك جماعة من هذه المعاهد المختلفة في بيئتها وثقافتها، ليتم الأمر فيه بعد تجاذب العقول المختلفة، والمشارب المتباينة، وبعد دراسته دراسة متزنة تقوى على النقد، وتقبلها هذه البيئات المختلفة

ولقد ظهر عمل هذه اللجنة فظهرت حركة يراد منها القضاء على كل ما عملته بجملته وتفصيله، ولا يهمها بعد هذا أمر تيسير تلك القواعد التي ألفت هذه الجماعة من أجله، وهو أمر لا بد لنا منه في هذا العصر الذي تزاحم فيه العربية مزاحمة شديدة يخشى منها عليها، وتأخذ نفوس كثير من أبنائها إلى الانصراف عنها لما تجده من تعقيد في بعض قواعدها، فلا بد لنل من تذليل هذه القواعد المعقدة وتيسيرها، ولا بد من حذف ما فيها من حشو يمكننا الاستغناء عنه، ويجب إذا ظهر أمامنا عمل في هذا السبيل أن نعمل على الاستفادة منه، وأن يكون رائدنا البحث في تهذيبه وتكميله، ولا يصح أن يكون رائدنا هدمه وتقويضه لا غير، فكم جنى هذا على محاولات الإصلاح فينا، وكم نشر فينا من عوامل اليأس في إصلاح حالنا. وسيكون نظرنا في عمل هذه اللجنة قائماً على أساس التهذيب والتكميل، ونرجو أن يكون هذا رائد كل محب للغته، حتى يتم لنا النهوض بها، ولا يكون حظنا في

<<  <  ج:
ص:  >  >>