للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الأحلام]

للعالم النفساني (ألفرد أدلر)

بقلم الدكتور محمد حسني ولاية

يقول فرويد: إن الحلم يمثل رغبات جنسية طفلية لم تستوف بعد. وإن الحالم يشبع رغباته المحرمة في محيط أوهامه على الرغم من التقييدات التي فرضتها المدنية عليه.

إني أرى أن هذا الرأي لا يقوم على أساس، وان تفسير الأمراض النفسية ومظاهر المدنية على أساس جنسي لا أقره عليه

يقصد الحالم بحلمه تأكيد أهمية الذات ورفعتها. والحلم كالأخلاق والانفعالات والأعراض النفسية قد جهزه الحالم لغرض صمم من قبل.

يكافح الحالم في حلمه لتبرير شخصيته إزاء صعوبات حيوية قائمة. وليحل مشكلاً من مشاكل الحياة يلجأ إلى تصويره تصويراً طفولياً بسيطاً كأن يكنى عن المشكل بالامتحان، وعن فكرة الانتصار بالطيران إلى السماء، وعن الخطر بهوة سحيقة.

زارتني سيدة في الثامنة والثلاثين شاكية من نوبات متكررة من القلق وخفقان القلب وألم في الثدي والمعدة، وقصت علي الحلم الآتي:

(رأيتني أهرب من فهدين فصعدت إلى أعلى صدر رجل ثم استيقظت وقد استبد بي الخوف)

تمخض تحليل الحلم عن سلسلة من الأفكار ترمي إلى تفادي إنجاب طفل آخر. وليس الصعود إلى أعلى صدر الرجل إلا رمزاً للجنوح إلى الذكورة. وكان الخوف والقلق عرضها النفسي الرئيسي الذي يرمي إلى التهرب من وظيفة الأمومة. وقد صورت في الحلم والديها بفهدين كناية عن خطر داهم يهددها فصعدت إلى أعلى لتنجو منهما لأنهما كانا يعارضان في زواجها

ظهرت الأعراض النفسية الأولى عندما كانت في التاسعة عشرة بعد أن خطبت سراً إلى زوجها الحالي. وقد استغرقت خطبتها ثماني سنوات رغم معارضة العائلة؛ وتفتق هذا عن حدوث نوبات ثورية إلى أن تم الزواج، ولكنها عادت مباشرة بعد ولادة ابنتها الوحيدة البالغة من العمر عشر سنوات

<<  <  ج:
ص:  >  >>