نشرت لي أخيراً إحدى المجلات الأسبوعية مقالاً تحت عنوان (أنقذوا طلبة الجامعة)، أنحيت فيه اللائمة على شباب الجامعة، طلائع الجيل الجديد، ورمز الحضارة والثقافة العالية بمصر، وكيف جرفتهم حياة القاهرة اللاهية العابثة، وضاعت رسالاتهم النبيلة التي من أجلها هاجروا إلى هذا الوطن الكبير، كما ضاع شبابهم، ووسط هذا العباب الزاخر، والتدهور الأخلاقي الرهيب!
وجمعتني الظروف في إحدى أمسيات الأسبوع الماضي، بزميلة صحفية خريجة الجامعة منذ سنوات، تعمل محررة في إحدى الصحف اليومية المسائية، وما إن استقر بي المقام في هذه الندوة الأدبية التي ضمت الكثير من الصحفيين، حتى بادرتني الزميلة بقولها:(علام تتحاملون على الجامعة وطالباتها وطلبتها؟! إن الجامعة بخير ما دام الجميع يؤمنون برسالتها النبيلة في الحياة) وتطرق الحديث بنا إلى مجلة (الرسالة) والكاتب الناقد الذي يحرر (باب التعقيدات).
وحدثتني الكاتبة الصحفية قائلة:(إننا نفخر بالأستاذ المعداوي ككاتب له الرسالة، وهدف في الحياة يحاول أن يحققه عن طريق النقد والتوجيه. غير أن آراءه ونقده تتسم غالباً بطابع العنف والقسوة، ولذلك فهو في نظري عامل هدم لا عامل بناء. وفرق كبير بين كاتب يحاول أن يضيء شمعة وسط الظلام، وآخر يسعى إلى ذبابة النور التي يتلمسها كل حائر ليطفئها)! ثم استطردت الأديبة تقول: (هذا هو أحد أعداد الرسالة، وهذه هي السطور التي كتبها صاحب التعقيدات تحت عنوان (الفتاة الجامعية والزواج)، تحامل فيها على طالبات الجامعة وقال إنهن لا يذهبن للجامعة للدرس والتحصيل بل لطلب الزواج. . وهذا رأي خطير لم يجترئ كاتب شرقي على أن يجهر به قبل اليوم، ولا تؤمن به أي فتاة جامعية اعتصرت شبابها وحياتها، وسهرت الليالي الطوال في سبيل هدف أسمى مما تصوره ونادى به! وهذا ما أجهر به تجاه الأستاذ المعداوي وتجاه الرأي العام الذي شاهد كفاح الفتاة الجامعية في سبيل العلم لا في سبيل الزواج. . وهأنذى واحدة منهن دخلت الجامعة