للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الشعر]

من صوت الشعراء:

على طلقات المدافع

للشاعر الأستاذ محمد عبد الغني حسن

توجه أستاذ فاضل في العدد (٩٥٩) من الرسالة الغراء بنداء إلى أربعة من الشعراء ذكر أسمائهم، وذكرني في عدادهم، وكان نداؤه قويا مجلجلا لأنه ظن - سامحه الله - أننا نحن الشعراء نعيش في المريخ. . فقد لا نسمع نداءه ما دمنا لم نسمع أصوات الشهداء في (القناة)

والحق أن الشعراء قد سمعوا أنباء القناة محبرة محررة. . حتى لقد كاد السأم من العبارات والخطب، والمقالات والكتب يزهدهم في قيمة الكلام. . فنحن اليوم إلى سلاح صوال، أحوج منا إلى لسان قوال. .

إن الشعراء يعيشون بينكم - أيها اللائمون - ويحسون بمثل ما تحسّون وبأكثر مما تحسون. . . ولكني أرجو أن تحمد في أمتنا الأفعال. . لا الأقوال

فمتى؟ متى يا رب نرى العمل الجدي قد بدأ؟ ونحن حينئذ نكون في طليعة الصفوف، وفي وسط الحتوف؟

أيها اللائم أسرفت الملاما! ... وتجنيت على الشعر اتهاما!

رب صمت ملأ النفس لظى ... ساعة الجد وأذكاها ضراما

قد شبعنا يا أخي فيكم نداء ... وشعبنا يا أخي فيكم كلاما. .

وحسبنا سئمتم خطبا ... وشبعتم بالعبارات هياما. .!

ما الذي يصنعه الشعر إذا ... لم يجد رمحا، ولم يلق حساما؟

هذه الأقوال لا تحمي شهيدا ... من ضحايا الحق، أو تشقى أواما

أطلقوا المدفع. . . لا حنجرة ... وارجعوا للسيف في الحق احتكاما

إننا نقدر أن نتحفكم ... بالقوافي نملأ الصحف ازدحاما!

إننا نقدر أن نتحفكم ... بالنشيد الحلو فردا، وتؤاما!

<<  <  ج:
ص:  >  >>