للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٢ - الإسلام في أوربا الشرقية في أمسية الغزو]

[المنغولي]

للأستاذ المؤرخ أرسلان يوهدانووكز

بقلم الأستاذ علي محمد سرطاوي

ويثني بار تولد ثناء عاطرا على الدور المهم الذي قامت به الصوفية الإسلامية إن الصوفيين الذين ذهبوا لنشر مبادئ الدين الإسلامي بين الأتراك في سهول الاستبس، قد لاقوا من النجاح أكثر مما لاقاه أولئك الذين ذهبوا للمكان نفسه يبشرون بالأرثوذكسية المسيحية. ومع أن دعاة من الديانات الأخرى، كالبوذية والمانكية، والمسيحية، قد جربوا القيام بدعايات واسعة قبل مجيء المسلمين، إلا لن الدعاية الإسلامية قد لاقت نجاحا واسعا، وخاصة بين الشعوب التي كانت قد عرفت الشي الكثير عن الديانات الأخرى).

ويضيف المستشرق العظيم إلى ما سبق في موضوع آخر من كتابه قوله: (وبسبب سيطرة الثقافة الإسلامية على تاريخ هذه الفترة، فإن كل اتصال بين تعاليم الإسلام، وتعاليم الديانات الأخرى: لم تنشأ عنه غير نتيجة واحدة، هي امتداد ظل الإسلام والتمكين لنفسه في آفاق جديدة. حتى في الزمن الذي تسلط فيه القراقتيون - أولئك المتعصبون الذين كانت الثقافة الصينية عميقة الجذور وبعيدة الغور في نفوسهم، والذين حاربوا الإسلام ولم يعتنقوه، أخذت المناعة التي لديهم ضد الذين تضعف كلما امتد ظلهم على المسلمين، وراح الإسلام يمكن لنفسه في سلطانهم ونفوسهم؛ وهو وإن لم يكن انتشاره على نطاق واسع، كما كان في الفترة المنغولية، إلا أن مجرد الانتشار بين أولئك المتعصبين، يعتبر من معجزات هذا الدين).

رأي بار تولد حول إسلام الكبشاك:

يبدو لنا أن النتيجة المنطقية لآراء بار تولد عن قوة الأغراء العجيبة الكامنة في مبادئ الدين الإسلامي، والتي لعبت دوراً هاماً في إسلام الأتراك، يمكن أن نكون كما يأتي، إن اعتناق عدد لا يستهان به من الخزر لمبادئ الإسلام، قد أبعد بالتدريج كل صلة لهم بالديانات الأخرى بعد خضوعهم للكبشاك، ثم اندماج هؤلاء المسلمين مع الغزاة بعد ذلك قد كانت نتيجته المباشرة عزل المنطقة التي حول مصب الفولجا عن جميع الديانات الأخرى

<<  <  ج:
ص:  >  >>