[مصطفى كامل بمناسبة تمثال]
له وجدان. . .!
للسيدة وداد صادق عنبر
حضرتني اليوم حاضرة من الخواطر المستمدة من فيض عاطفة لها دافع قوي، وذلك لأنني استلهمتها ميراثاً عن أبي الراحل؛ وكأنني منها في صدد واجب مقدس ألقته علي فجاءت كتحية قصيرة للزعيم الخالد مصطفى كامل باشا بمناسبة إزاحة الستار عن تمثاله.
فإذا كان قد قيل بالأمس إن الأبوة في هوى الأبناء، فإني أعود فأنم ذلك القول بأن النبوة أيضاً في هوى الآباء.
فإلى الزعيم الخالد أرسل هذه الكلمات، إلى صديق أبي العزيز أرسلها تحية خالصة:
على روحك الطاهرة التي ترسل نور العظمة يشعُّ في عين كل مصري عرف ما لمصطفى من أيادٍ على الوطن
على وجدانك الحي، وكم من حيٍّ ليس له وجدان، أو ميت مات وجدانه قبل موته
على ذلك القلب الذي طالما نبض بحب مصر
على طيفك الذي كان أمناً للوطن وعصمه
وقلمك الذي ما أسال إلا كل حجى وحكمة
عليك أيها المثل الأعلى الذي جاهد حتى بلى في جهاده سلام هذه الأمة وأبنائها
أي مصطفى. . .
هذا هو الوطن الذي كان كل أملك النهوض به أبداً في مراقي التقدم درجات حيَّا أصبحت أنت كل ذكره ميتاً
وهذه هي الأمة التي ألقت أعباءها على عاتقك بالأمس تحمل ذكراك في قلبها اليوم
وما هذا وتلك إلا شهود فضلك وشواهد إخلاصك
وهكذا كنت واليوم ذكراك تكون. . .
وهكذا ظللت تكافح وتجادل، حتى إذا استنفدك الكفاح، ولم يدع من قوتك الجدال، هويت في أرض الميدان. فإذا كانت حياتك عظمة للموتى، فإن موتك أيضاً عظمة للأحياء
ولكن، أين هم الذين يقدرون فضل المجاهد وحق المناضل الناهض برقي أمته المدافع؟؟