١ - أعبر عن شكري لهيئة مجلس الإدارة الممثل لرابطة خريجي جامعات فرنسا وسويسرا وبلجيكا إذ أتاح لي الفرصة مرة ثانية لكي أتحدث إليكم، وسيكون حديثي عاماً عن مقاطعة (فزان) وهي الجزء الجنوبي من ليبيا.
وهو حديث كما ستسمعونه سهل غير متكلف يعبر عن شعور المتكلم أكثر من أن يكون محاضرة بالمعنى الصحيح، إذ أنني لا اقصد من هذا تقديم بحث علمي أو تاريخي، وإنما أتقدم بمعلومات متفرقة ونظرات أوحاها إلىَّ ما كان ينطبع في مخيلتي عند مرور هذا الاسم عليَّ في أوقات مختلفة ومناسبات عدة.
٢ - ولقد اخترت التحدث عن هذا الموضوع لأنني رأيت أسم (فزّان) بارزاً في الأسابيع الأخيرة، فهي موضع نزاع قائم بين أهل ليبيا وبرقة الذين يطلبون الوحدة لبلادهم أي لا يفرقون بين الجزء الغربي المسمى ليبيا، والجزء الشرقي المسمى برقة، ولا يسلمون بانتزاع الجزء الجنوبي المسمى (فزان) ومع دعاة التقسيم وتوزيع الأسلاب.
٣ - ولا شك أنكم قرأتم في الصحف أن فرنسا تحتل هذا القسم المسمى (فزّان) وأن السلطات العسكرية المحتلة منعت ممثلي الشعب الليبي ورجال الصحافة العربية من دخول مقاطعة (فزّان) أو الاقتراب من حدودها. فحالت بينهم وبين الاتصال بالسكان. وأترك لحضراتكم تفسير وقع هذا المنع وأثره في الضغط على حريات الشعوب المظلومة.
٤ - إن الوحدة الإقليمية التي ينادي بها أهل البلاد هي وحدة قائمة منذ العهد العثماني، واستمرت طول الحكم الإيطالي إذ كان يطلق على هذا الإقليم اسم ولاية أو إيالة طرابلس الغرب حتى جاءت إيطاليا واعتدت عليها فأصدر ملكها في أوائل سنة ١٩١٢ أمراً ملكياً، جعل الولاية قسمين: قسم ليبيا وقسم برقة وألحقت قائمقامية فزان بالقسم الليبي، وبقي الحاكم الإيطالي يسيطر على الأقسام جميعها.
٥ - ويجعل الطليان امتداد فزان ٩٠٠ كيلو متراً من الشرق إلى الغرب و ٧٠٠ كيلو متراً من الشمال إلى الجنوب، ويجعلون مساحتها أكثر من ٣٠٠ ألف كيلو متراً وهي كما ترون