صدرت نشرة خاصة بمحاضرة ألقاها الأستاذ بلاكمان في جامعة ليفربول عن (قيمة المباحث المصرية في العالم الحديث)؛ وفيها يبسط التجارب الأولى التي قام بها الحكماء المصريون في الرياضة والفلك، وينوه بحقيقة تاريخية هامة فطن إليها الفراعنة وهي أنه من الخطر أن يسمح لدولة أجنبية أن تحتل فلسطين. ويقول الأستاذ في رسالته إن دراسة الاقتصاديات المصرية في عصر البطالسة تفيد العالم الحديث، وأنه يمكن أن نلاحظ أن مثل هذه الظروف كانت موجودة بمصر منذ الأسرة الثامنة عشرة، وأن المهندس الحديث يستطيع أن يفيد من دراسة الآثار المصرية القديمة، ولا سيما الأهرام، وما تدلي به من نظريات هندسية بارعة في شؤون الزوايا والمخروطات، وفي شؤون الزخارف البديعة التي تناسب أبنيتها. وإذا كان الذوق الحديث يتطلب التناسق بين الأبنية والزخارف، فأنه لم تحرز أمة في التأريخ براعة المصريين القدماء في إتقان هذا التناسق.
ويرى الأستاذ بلاكمان أيضاً أن المصريين كان لهم أثر كبير في نمو الحضارة الغربية، وذلك بتأثيرهم المباشر أو غير المباشر على الحضارة اليونانية، وأن حكمة المصريين كانت ذات اثر قوي في صوغ تعاليم (العهد القديم) بل كانت ذات اثر في صوغ التعاليم النصرانية ذاتها.
كشف جديد لصحراء الأهرام
وفق الأستاذ سليم بك حسن إلى كشف جديد بصحراء الأهرام، وهو مقبرة كاهن من كهنة الأسرة الخامسة اسمه (نخت كا) كان رئيس للمحفوظات الملكية وأمينا على مخازن الملك. وتقع المصطبة التي وجدت بها مقبرته جنوب مصطبة الأمير (جونوم بات)، وهي مبنية من الحجارة الجيرية، ولها مدخل يفتح إلى جهة الشرق، ويفضي إلى بهو ذي أعمدة من الحجر؛ وفي الحائط الجنوبي للبهو نافذة يدخل منها الضوء إلى المكان.
وفي الطرف الجنوبي الغربي مدخل يفضي إلى حجرة زينت بنقوش ورسوم تمثل الحياة اليومية حينذاك.