للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

٦ - شهر بالغردفة

تتمة

للأستاذ الدمرداش محمد

مدير ادارة السجلات والامتحانات بوزارة المعارف

عنب جيل الشيب

كان من عادتي أثناء الاقامة في الغردقة أن أقف ساعة في الصباح ومثلها في الاصيل أمام نافذة الاستراحة اشاهد منها جبل الشايب لأمتع النظر بجمال لا يراه عادة في جبال وادي النيل، وكان منظر القمة وهي جاثمة فوق هأمات الجبال في جلال وروعة ومن حولها قمم جبال أم عنبة، وعتلمى وكحيلة وغيرها، كأنها الصغار حول الأب الجبار يوحي إلى النفس بشعور الكبرياء والعظمة. وجبل الشايب لا يبعد عن محطة الاحياء المائية كثيراً، فالمسافة بينهما ٤٥ كيلو متراً تقطعها السيارة في نحو الساعتين في طريق ممهدة، وقد ذهبنا إليه يوم الجمعة ٢١ يوليه في ثلاث سيارات تحمل إحداهما الخيام والزاد - كان اليوم راكد الهواء مساند جبل الشايب بالقرب من بئر أم دلفة، والبئر عبارة عن حوض في جدار الجبل تظلله الصخور، وينضح إليه الماء من شقوق وعيون في الصخر، فإذا فاض الحوض تدفق ماؤه إلى فجوة أسفله، ومن الحوض يستقي الاعراب، ومن الفجوة تشرب الابل والمواشي. والوادي حول البئر كثير العشب وافر الكلأ، تظلله الاشجار وتسبح في جوه الطيور والعصافير.

وبعد راحة قصيرة حاولت وبعض الرفاق التسلق إلى قمة أم دلفة، ولكن الصعوبة المرتقى وحرارة الشمس جعلتا الصعود شاقا منهكا فاكتفينا بمرحلة متوسطة، وعدنا أدراجنا، وفي العودة التقيت عند البئر شباب من سكان المنطقة وهو من عرب معاذة، أسود البشرة ناحل الجسم، دقيق العظم، وكان معه جمل يحمله بقرب الماء: فقلت له يا أخا العرب: هل من وسيلة إلى قمة الشايب فقال: إن الطريق إليها طويلة شاقة، كثيرة الالتواء والعقبات لا يعرفها إلا نفر قليل منا فلا تطمع في الوصول إليها وحدك، ثم إن الصعود إليها يستغرق

<<  <  ج:
ص:  >  >>