حيوية الفكر وليدة الفطرة - تكوين الشخصية والحيوية -
الاتزان مع البيئة - الحيوية في الأدب - عبقرية محمد -
الأستاذ الزيات - آدم وحواء والدكتور مبارك - الحيوية في
الشعر - وأرواح وأشباح -
نصل حوارنا اليوم بفيض من الفكر، ينساب انسياب الطبيعة الحية في كل شيء، ويتألق تألق الشعاع اللماح يبيد غياهب الظلمات وتفتر مباسمه عن أنوار من الطفرات العقلية الطيبة الغاية، المأمونة العثار؛ فليس أحب إلى الكاتب المفكر من أن ينشر ما اضطرب في صدره من الخواطر، وجال في خاطره من المعاني. وحديث اليوم حديث الحيوية في الفكر
قلت لولدنا حسين: لنصل اليوم ما انقطع من حوارنا ففيه مسرح يروق عيني، ومستروح يبهج نفسي، مع ما في ذلك من مصابرة لمكاره الفكر المستغلقة، ومعالجة لأسرار الأمور. ولنرجع إلى حديث الحيوية الذي حدثني عنه في أول الأمر، فقد جدت أمور حركت ما كمن، وبعثت ما خمد
قال: أما العودة إلى الحوار فإني لأجد فيها من مباهج الفكر، ومراقي الإدراك، وفواتن المعاني. . . ما يسكن نفسي النفور، ويطرب قلبي المتطلع إلى مطالع المعرفة. وأما حديث الحيوية فأنا مشتاق إليه بما طبعت عليه نفسي، وانطوى عليه حسي، واضطرب به فكري. . . ولعلني اليوم أجد ما يثبت ما قلت بالأمس من أن الحيوية في كل شيء هي سر البقاء، وأن الرجل الحق من خلع على الحياة صور نفسه، وأخذ من صور الحياة ما يتجانس معه، ويساير حقيقته، ويلابس حدود حاجته
ولكن الحيوية يا سيدي الوالد وليدة الفطرة، مهما اختلفت صورها، وتباينت مناهجها، وتنافرت مقاصدها. وإن الحيوية الفكرية خاصة لأبعد من أن تنال بالاعتياد والدربة وان