يسرني أن أقدم لقراء الرسالة الغراء في كافة أقطار العروبة هذه الجريدة العصماء لخالد الذكر المرحوم أحمد شوقي بك أمير شعراء الضاد بمناسبة قضايا مصر الأخيرة المتعلقة ببريطانيا، والتي نسج ردتها الشاعر في ذكرى ١٣ نوفمبر سنة ١٩١٨
بـ (جهاد مصر الوطني) وقد عثرت عليها وأنا أنقب في اوراق قديمة لي كنت أحتفظ بها ضمن مجموعة من المجلات العربية. وكانت هذه الرائعة منطوية بين دفتي مجلة (الزهراء) التي كان يصدرها في القاهرة آنذاك الأستاذ محب الدين الخطيب، ويرجع تاريخ العدد من المجلة نفسها إلى سنة ١٩٢٦ أو ١٣٤٥هـ وقد راجعتالشوقيات بأجزائها الاربعة فلم أعثر عليها فعجبت كيف غفل أميرنا عن درجها في الجزء الاول والثاني من شوقياته وقد طبعها في حياته. وإذا كان المرحوم قد سها عنها فكيف غربت عن بال أنجاله عندما أعدوا الجزء الرابع من شوقياته للطبع؟ هذا سؤال أود أن أوجهه إلى الأستاذ علي شوقي وزير مصر المفوض في فرنسا حالياً لعل هناك سبباً أجهله أنا.
أما من ناحية القصيدة فهي له بلا ريب لأنها لا تختلف عن شعره من ناحية إشراق الديباجة ومتانة السبك وفخامة المعنى، وسلاسة الطبع. . وخصوصاً استشهاده بوقائع من التاريخ الاسلامي وإشارته إلى حالات خاصة به. وسيطلع عليها القراء ضمن القصيدة. . . هذا إلى إنني أود أن أنبه الكرام من قراء الرسالة الزاهرة إلى أن بعض الادباء وأنصاف المتأدبين من العراقيين ينحرفون في كثير من الأحيان وراء عواطفهم وعصبيتهم الإقليمية، فيدعون بأفضلية شعر المرحوم معروف الرصافي على شوقي، متأثرين بما يلقهم الجهلة من أساتذة الأدب العربي في مدارس العراق الرسمية. وأنا لا اعرف كيف يسوغ لهؤلاء الاساتذة الذين يفخرون بأنهم من حملة الشهادات العالية أن يقارنوا الرصافي بشوقي، وفي أي الحدود والموازين، وما هو وجه التفاضل بينهما، فإلى هؤلاء جميعاً أقول أن شوقي قمة شامخة من قمم الشعر العربي الأصيل، لا يرقى إليها حتى أبو الطيب المتنبي. اما الرصافي كما قال المعري عندما قرأ عليه شعر أبن هانئ الأندلسي (رحى تطحن قروناً) إذن أن أكثر شعره رحمه اله خطاب يعتمد على فخامة اللفظ وإيقاع الجرس حتى لترى في