إذا أردنا أن نلغي بجرة قلم أربع جامعات مصرية رفعنا سمكها في خلال نصف قرن من الزمان. . . فلنهدم الجامعة.
وإذا أردنا أن نعود القهقري إلى استبداد (دنلوب)، وفتنة (كرومر). . فلنهدم الجامعة.
وإذا أردنا أن نرجع غل كهوف الكتاتيب، ونتحاشى أشعة برج الساعة. . فلنهدم الجامعة.
وإذا أردنا أن نتخلف عن مواكب المدنية، ونطمس في الوجود مجدنا الباذخ. . فلنهدم الجامعة.
الجامعة. . التي هي (جامعة فؤاد الأول). . فؤاد: ملك مصر المستقلة، وهادم الاحتلال بمعول العلم، ورافع اللواء الأخضر فوق الحصون والمنشئات، والطائرات والباخرات. .
الجامعة. . التي نستعد من الآن لعيدها الذهبي، فنذكر أيامها الخالدة، فتعاودنا ذكريات القبة الكبرى، وبرج الساعة العالي، وقاعات المكتبة الزاخرة، ووقار الأساتذة الأجلاء، ونشاط الشباب الأطهار.
الجامعة. . التي تمثلت فيها (الوحدة القومية) عند إنشائها، وائتلفت عليها عناصر الأمة المصرية، كما اجتمعت كلمة الأمة العربية على بناء الكعبة. . فكانت كعبتنا مثابة العلم، وموسم الأمن، مهبط القصاد من كل فج عميق.
الجامعة. . هي أخت الجامع في رسالة النور، وبنت النيل في الخلود الدافق، وأم الأمة في النشء والنشأة.
في دم كل خريج غليها حنين. . ولكل أزمة منها علاج. . وما أكثر بنيها وبناتها. . وما أسمى تعاليها على الأحداث، وارتفاعها عن صوت الفناء، أو كما يقول (بوجليه) المؤمنون يموتون والكنيسة تبقى , ' فإذا نحن تنكرنا لهذه الأم الولود الودود،. . فلنهدم الجامعة.