للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

الفن الإسلامي في مصر

للدكتور زكي محمد حسن المساعد العلمي بدار الآثار العربية

هذا الكتاب الثمين ليس سوى الجزء الأول من ثلاثة أجزاء وعد المؤلف بإصدارها. إذ رأى أن لتاريخ الفن الإسلامي في مصر حلقات ثلاثا: تبدأ الأولى بالفتح العربي وتنتهي بسقوط الدولة الطولونية، وتشمل الثانية عصر الفاطميين، وتحتوي الثالثة على عصر المماليك. وخص هذا الجزء بالحلقة الأولى وكشف في مستهله عن سر النزعات في هذا الفن بإيراده مقدمة تاريخية سياسية تفصح للقارئ عن أثر كل تطور خاص بسياسة الدولة المصرية في الفن الإسلامي

وطبيعي أن يعني المؤلف الفاضل بناحية البحث في تاريخ فن العمارة وزخرفة البناء الإسلامية عناية خاصة. وليس ذلك لمجرد مطابقة هذه الناحية من الفن لطابع العرب الديني، بل ولأنه أيضاً استرعى أنظارهم وهم البدو ومساكنهم الشعر، ولاءم مزاجهم الرياضي الفني، واتفق وغرضهم من التعمير - على حد ما نعتقد

ولم يستكمل الفن الإسلامي في مصر وضوحه إلا في عصر الطولونيين. وكان فناً مستقلاً عن الفن الذي ازدهر في سامرّا مدينة المعتصم

واستعرض المؤلف تاريخ تلك المدينة منذ نشأتها، ثم واصل عرض آراء العلماء في شان فنها، وأخذ يوازن بين الخطأ في تلك الآراء والصحيح منها

ومن أهم النظريات التي أثبتها اعتبار زخارف سامرّا غير متأثرة بأساليب الفن السيتي إلى حد كبير، كذلك اعتبار أن الجند الترك لم يكن لهم من الناحية الفنية شيء يذكر في عهد الخلفاء العباسيين، وان الفرس بماضيهم الفني المجيد أكثر استعداداً من الترك للتأثير في الفنون الإسلامية، ولو أن ذلك الرأي قال به غيره، إلا أنه عززه بأدلة مما عثر عليه من صور في سامرّا، ولم يفت المؤلف ذكر توافد مهرة الصناع العراقيين والفارسيين والإغريق وغيرهم على سامرّا، فأصبح الفن هناك خليطاً

وتكلم المؤلف في الفصل الثاني من الكتاب عن العمارة الدينية، ولا شك أن العمارة بلغ بها المسلمون شأواً بعيداً، إذ هي عندهم أجلّ الفنون، فابتدعوا فيها وأبدعوا؛ ويعد جامع احمد

<<  <  ج:
ص:  >  >>