(صوت هادئ قوي يخرج واضحاً من بين ضجيج الآلات وعجيجها ليفهم عبيد الآلة أن في الحياة ما هو خير وأقوى من الآلات، وشعاع من نور يتخلل سحب الدخان الكثيفة الفارة من الآلات ليهدي الناس إلى الرشد ويضئ لهم آفاقا من الجمال، ذلك الصوت هو صوت الشرق، صوت الروح، يردد صداه ويبين قوته الكاتب الأمريكي (٠هاري إمرسون فوزدك) الذي يعرفه العالم أجمع والأستاذ والمؤلف الذي قدرته الجامعات في أمريكيا وأوربا ومنحته كثير منها درجات فحرية، والذي ترجم كثير من كتبه إلى جل لغات العالم. وهو كاتب نفساني مبرز، طرق العلاج النفساني واهتدى بكتابته النفسية الملايين من قرائه. ولعل فيما كتبه عقب الحرب الأخيرة وننقله اليوم، عبرة لهؤلاء الذين انسلخوا من شرقيتهم ففقدوا روحانيتهم، وراحوا يمجدون مادية الغرب ويدعون إلى عبودية من نوع جديد.)
المترجم
كتب هنري آدمز صاحب كتاب (تربية هنري آدمز) في سنة ١٩٠٠ خطابا من باريس يقول فيه أنه كان يذهب عقب كل ظهر إلى (معرض العالم) حيث يصلي للدينامو، وأنه قد ترك كل شيء الإ عبادته. ولقد كان الدينامو أسمى شيء في العالم الحديث، وكتب كذلك (لماذا لا يكون الدينامو جديراً بالتقديس)
وإن ذلك أصبح تقريباً دين الملايين الحقيقي، لأن الإنسان في ثلاثة أجيال قد أخترع بأذهان نفاذة منهمكة وأنتج المعدات العلمية المدهشة في عالمنا الحديث، وقريباً في المدرسة التي تعلمت فيها، جامعة كولجات، حيث كانت تخصص دراسات لرجال الطيران كان شاب قد تأخر عشر دقائق عن ميعاد التسجيل، فكان رده على تأنيب الضابط (إني آسف يا سيدي أن أكون متأخراً ولكني كنت بالأمس في أفريقيا).
إن اختراعات العلم الباهرة لتذهل، والدينامو - كما في حالة هنري آدمز - مضافاً إليه القنبلة الذرية وعماتها وبنات عماتها قد خلقت الآلهة الجديدة للعالم الغربي.
وليس هناك في عصرنا من شيء بالغ الأهمية كتنبيه عقل الإنسان والضمير إلى إفلاس هذه العقيدة الجديدة.