في ٢٢ مايو سنة ١٨٨٥ توفي فيكتور هوجو الشاعر والكاتب الفرنسي الأشهر، ومحيى روح المذهب الابتداعي (الرومانتزم) في الأدب الفرنسي في أواخر القرن الماضي؛ وكانت الدوائر الأدبية الفرنسية تستعد منذ حين للاحتفال بمرور الذكرى الخمسين على وفاته؛ وقد بدأت هذه الاحتفالات التذكارية منذ ١٩ مايو الجاري في باريس على أن تستمر شهراً يسمى بشهر (فكتور هوجو)؛ وكانت فاتحة هذه الاحتفالات في قصر (التريكاديرو) الشهير، وهنالك اجتمع جمهور كبير من الكتّاب والشعراء والأساتذة والطلبة للاحتفاء بذكرى الشاعر الأشهر؛ وفي اليوم التالي، أعنى في يوم ٢٠ منه، أفتتح في المكتبة الوطنية معرض كبير خاص بهوجو، وعرض فيه كلُّ ما يتعلق بالشاعر من الآثار والذكريات من مخطوطات ورسائل بخطه، وصور له في بعض أدوار حياته لم تنشر من قبل، وصورة رائعة (لجان فالجان) بطل (البؤساء) وهو أمام محكمة الجنايات، وصورة لهوجو وهو على سرير موته، وعدة رسوم مختلفة من رسم الشاعر نفسه، إذ المأثور عنه أنه كان يلهو بالرسم عن التفكير وقت الكتابة، وغير ذلك من التحف الفنية التي احتشدت الجماهير لرؤيتها.
وفي يوم ٢٢ مايو، وهو اليوم الذي توفي في مثله الشاعر منذ خمسين عاماً افتتحت الاحتفالات الرسمية بحفلة أقيمت في (البانثيون)(مدفن العظماء)، حيث ترقد رفات الشاعر، شهدها رئيس الجمهورية ووزير المعارف، وأعضاء الأكاديمية، وعدد كبير من الكتّاب والشعراء والفنانين، وألقيت الخطب والتحيات المناسبة.
وهذا تستمر الاحتفالات الرسمية وغير الرسمية مدى شهر كامل، ومنها احتفال في مجلس الشيوخ، واحتفالات في دار (الكوميدي فرانسيز) تشمل تمثيل بعض قطع الشاعر مثل (هرماني) و (ماريون دي لورم)، واحتفال آخر يقام في المنزل الأثري الذي كان يقيم فيه الشاعر في ميدان (اثموج)، واحتفالات رسمية أخرى في مدينة (بيزانصون) مسقط رأسه.
وسنعود في فرصة أخرى إلى ترجمة الشاعر ودرس آثاره.
عيد الفن في روسيا
طغت الثورة السياسية والاجتماعية التي شهرها البلاشفة على المجتمع القديم على كلُّ شيء