للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[للأدب والتاريخ]

مصطفى صادق الرافعي

١٨٨٠ - ١٩٣٧

للأستاذ محمد سعيد العريان

- ٣٥ -

مقالاته للرسالة (٦)

كانت خير أوقات الكتابة عند الرافعي في المساء حين يعتدل الجو، وتسكن الحركة، وتخف المعدة؛ إذ كان عمله في المحكمة يملأ بياض نهاره. فلما كان رمضان سنة ١٣٥٣ (١٩٣٤ الميلادية) سألني: (كيف نصنع يا شيخ سعيد في هذا الشهر وأيّ أوقاته نجعلها للكتابة؟) قلت: (فأنظر فيما تراه خيراً لك ولست أرى ما يمنع أن تستمر على عادتك فتجعل مجلسك للكتابة بعد العشاء) قال: (لا سبيل إلى ذلك والمعدة مثقلة بعد خلاء، ولكني سأحاول أن أكتب في العصر، فأنه حيثما ما امتلأت المعدة ثقل الرأس، فلعل فراغها في النهار أن يشحذ الذهن ويصقل الفكر).

وحاول أن يكون ذلك فلم يقدر عليه، ومضى يوم ويوم ويوم وانتهى الأسبوع الأول من رمضان ولم يكتب شيئاً للرسالة، واستحيا أن يعتذر، فلم طائفة من (فتات المكتب) وجعلها الجزء الثاني من (كلمة وكليمة) وبعث بها

في هذه الكلمات المنشورة بالعدد ٧٦ كلمات عن السياسة تفسرها الحالة السياسية في مصر في أوائل عهد وزارة المغفور له نسيم باشا، وفيها حديث عن الزكاة والصوم، وفيها كلمات عن الزواج والمرأة، وفيها رسائل إلى (فلانة)!

ثم كانت مقالة الأسبوع التالي هي قصة (سمو الحب)

أشياء ثلاثة أملت عليه موضوع هذه القصة: رمضان، وكتاب الأغاني لأبي الفرج، وما يسمع من أحاديث الشبان عن الحب.

أما رمضان فسما بروحه وأمده بما في القصة من المعاني الدينية التي حكاها على لسان مفتي مكة وإمامها (عطاء بن أبي رباح) والرجل الزاهد (عبد الرحمن القس بن عبد الله بن

<<  <  ج:
ص:  >  >>