للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الفن]

دراسات في الفن:

اليد فاللسان فالقلب

للأستاذ عزيز أحمد فهمي

- أأنت الذي قطعت أوتار هذا العود هكذا؟

- نعم

- وتقول بكل وقاحة (نعم)؟! لم أعد أطيق معك صبراً!

- وبهذا أنذر الخضر موسى. ومع هذا فقد أصر موسى على صحبته. . .

- الخطر وموسى؟ إذن حكمة في هذا الخبل يا سيدي الخضر الثاني. . .

- من غير شك. فالمحروس أخوك الصغير خلقه الله معبداً بالغريزة والسليقة، وقد كان هنا طول الأمس، فلو أنه عثر على العود مشدود الأوتار لأبى إلا أن يطربنا ويشنف أسماعنا بنشيد (العنزة والضفدعة) وأغنية (الجحش النجيب)، وغير ذلك من محفوظاته الرائعة. . . فقطعت أوتار العود، ونجونا بذلك من الكرب

- أما كنت تستطيع أن تخفيه؟

- كان يستطيع أن يجده!

- فإذا وجدته أما كنت تستطيع أن تنهاه عن العزف؟

- بل كنت أستطيع أيضاً أن أدعه يعزف فلا أمنعه، ولا أنهاه، وإنما ادعوا الله في قرارة نفسي أن تنقلب أوتار العود ألغاماً فما يمسها حتى تنفجر في وجهه فنرتاح ويرتاح. . .

- يا حفيظ! ولماذا لم تفعل هذا يا سيدي الخضر فكنت ترينا كرامة من كراماتك؟

- لا يفعل هذا إلا من كان إيمانهم أضعف الإيمان

- الكرامات لا يفعلها إلا ضعفاء الإيمان؟ ما هذا؟ إنما الكرامات للأولياء. . .

- الكرامات للأولياء، وما أكرمه على الله عبده الذي يلهمه الصواب ويوفقه إلى فعله بيده. . . أتظنين أن هذا شيء يسير؟ هذه هي الكرامات، وأولياء الله هم الذين يفعلون الصواب ويقيمون الحق بأيديهم. . . والحق من الله. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>