نشرت مجلة ذي انترنشنال نازي التي تصدر في لندن مقالاً طريفاً عن الدعاية الألمانية رأينا أن نلخصه لقراء الرسالة ليلموا بنوع جديد من أنظمة النازي يشمل سائر بلاد العالم.
في ألمانيا نظام للدعاية واسع النطاق كثير الشعب والأنحاء حتى ليعج عن الوصف.
ولا يقف هذا النظام على وكالة واحدة قتوم بهذا الغرض، ولكن الدعاية في ألمانيا لا أقسام وإدارات مختلفة متصلة جميعها بوزارات الحكومة وإداراتها. وقد تمتد مراكزها إلى أقصى جهات المعمورة وتجتمع جميعها في مركز واحد يدبر شئونها ويشرف عليها ووزارة الدعاية في ألمانيا يشرف عليها دكتور جوبلز، ولها جيش من مراسلي الصحف في جميع أنحاء العالم يدخلون في عداد موظفي الحكومة، وهي تشرف على ما لا يقل عن ثلاثمائة جريدة في مختلف الممالك. ولها مخبرون أكفاء يغذون تلك الصحف في بلاد كجنوب أمريكا والشرق الأقصى. وقد أنشئت محطات عديدة للاسلكي لنقل الأخبار إليها من الجهات النائية كجزائر الهند الشرقية. وهي تسخر لأغراضها وكالات السياحة الألمانية وبواخر الريخ وتسيطر على جميع وسائل الدعاية.
ويراقب قسم الدعاية الصحف الأجنبية في مختلف بلاد العالم حتى إذا كتبت صحيفة في أية جهة شيئاً لا يتفق وروح الدعاية الألمانية يصل إليها علمه في الحال. وتزاع التعليمات السرية على الصحف يومياً؛ وكل مخالفة لهذه التعليمات تعد خيانة.
وأهم وكالة للدعاية العامة هي الوكالة الأجنبية للحزب الاشتراكي الوطني وتتصل بالجمعيات الألمانية في جميع أنحاء العالم ولا يقل عددها عن ثلاثين ألفاً ويشرف عليها أرنست بوهل الذي قضى أيام طفولته في جنوب افريقيا، ولم يدخل ألمانيا إلا سنة ١٩٢٠ وهو في السادسة عشرة من عمره.
والألمان الذين يعيشون في الخارج يجب أن يكونوا تحت تصرف القنصلية الألمانية في البلاد التي يعيشون فيها، ويتصلون بجمعيات النازي المحلية على الدوام، وبذلك يكونون تحت تصرف الحكومة. وكل مخالفة لأوامر النازي قد تعرض الشخص للحرمان من الجنسية الألمانية، وإلغاء تصريح السفر الذي منح له، كما أنها تعرض أسرته للضغط