وهناك نظام خاص لتعليم هؤلاء الذين يقومون بالدعاية في الجهات الأجنبية، ففي ألمانيا مدرسة تحت أشراف دكتور روزنبرج، وأكاديمية في ميونيخ يديرها كارل هوشونز.
وكل أستاذ ألماني أو معلم بقبل الخدمة في الخارج، لابد أن يقضي وقتاً في الدراسة بهذه الأكاديمية، والطلبة الذين يسافرون إلى مناطق بعيدة عن ألمانيا يجب أن يلتحقوا بجماعة (الطلبة الألمان) في تلك الجهات.
وتوضع رقابة شديدة في الموانئ على المؤلفات التي تصدر إلى البلاد الأجنبية أو التي ترد منها، فلا يخرج منها كتاب يخالف مبادئ النازي في شيء من الأشياء، ولا تبيح للأدب المخالف للنازي الدخول إليها. وهذه الرقابة تشمل المسافرين على المراكب الألمانية كيفما كانت جنسيتهم.
ولم تكتف الدعاية الألمانية بمراقبة القراء الألمان واتصالهم بالرأي العام في الخارج، فقد أصرت على سحب النسخة التي طبعت في فرنسا من كتاب (كفاحي) لبعض كلمات علق بها على معاملة هتلر لفرنسا.
وترتكب حوادث القتل والخطف في سبيل الدعاية تحت إشراف الحكومة وبمعاونتها؛ ومن أشهر تلك الحوادث خطف الصحف اليهودي برنولد جاكوب، ومقتل دكتور دولفوس.
هل نحن مسوقون إلى الهمجية؟
تتضارب الأفكار في العصر الحديث، فهو عصر تطورت فيه شؤون العالم، واختلفت فيه المبادئ المقررة إلى درجة لم يعهد لها مثيل! كل ما فيه جديد يدعو إلى إطالة التفكير، فهل نحن مسوقون مع هذا إلى تحقيق آمال الإنسانية في التقدم والرقي، أم نحن مسوقون إلى الهمجية؟
والمقال التالي ملخص عن ذي أنديان ريفيو، التي تصدر في مدارس بقلم أستاذ بجامعة الهند، وهو يبين وجهة من وجهات النظر في هذا الموضوع: (إذا كان معنى المدينة تقدم العالم ورفاهته، وتضحية الفرد في سبيل مصلحة المجموع؛ وإذا كان معنى المدينة ضبط النفس وكبح جماحها، فيجب علينا أن نقول إننا منذ الحرب العظمى نسير بخطى واسعة نحو الهمجية.