نظم الأستاذ أحمد محرم في هذه القصيدة قصص الأنبياء المقصوصة في القرآن ليشيع فيها فكرته: ثورة القدر؛ ففي كل من تلك القصص ناس ثار عليهم القدر. وليس فيما قصه (نظما) من جديد سوى أن يخبر عن أولئك الناس بأن الذي نزل بهم هو من ثورة القدر. ولقد حاول، في أبيات، أن يستخلص العبرة فكأن القدر وقف في سبيل توفيقه في ذلك. . . وليته ترك العبرة لتؤخذ من الخبر كما قال في القصيدة:
ما حياة المرء إلا خبر ... فخذ الحكمة من معنى الخبر
على أن قوام ذلك من استخلاص العبرة أو أخذها من الخبر، أن يمزج بأحاسيس الشاعر، ويؤدي إلى أحاسيس الناس فيطربهم، أو يجتذب ارتياحهم، أو ما بين ذلك من درجات التأثير. فماذا في القصيدة من ذلك؟ إليك المطلع تليه قصة آدم وإبليس:
عاصف ما قيل أمسك فازدجر ... زلزل الأقطار واجتاح البشر
هاجه من قبل في مربضه ... طائف ما مسه حتى انفجر
أخذ الخصمين في هبوته ... وهوى غضبان يرمي بالشرر
من طريد أهلكته سجدة ... وشريد غاله شؤم الشجر
ثورة في الأرض من آثارها ... كل يوم ثورة تزجي العبر
شمخ الكبر بهذا فهوى ... وأراد الخلد هذا فدثر
ثورة خاطئة لو لم تقم ... في ظلال العرش ما ثار القدر